هرع الإخوة الثمانية إلى مركز الشرطة بعد أن إستدعوا لأمر هام ،وعندما رأوه أمامهم علموا على الفور بالأمر خصوصا بعد إختفائه،فبكوا بشدة على ظن السوء بأمهم العجوز.
عندما وصل الخادم الذي يقوم بتنظيف أدراج العمارة ومداخلها ويجمع القمامة من بوابتها ،
رأى على مدخلها فراش ووسائد قديمة ،كانت كريهة الرائحة، وأمرته المرأة التي أطلت من النافذة بنقلها إلى حاوية النفايات،فلم يعودوا بحاجة إليها بعد وفاة العجوز ؛الأم.فقالت المرأة بخيبة أمل:
-لقد تركتنا العجوز دون أن تترك لنا قرشا واحدا..وهكذا سنشق طريقنا في دنيا الشقاء من جديد ..هه الحمد لله أن العجوز لم تترك ديونا ليكون سدادها على عاتقنا ؟
كان الخادم عربي قد وفد منذ أيام قليلة ولم يعثر على أي عمل آخر أفضل.فعطفوا عليه بتشغيله خادما لشقق العمارة بدراهم معدودة.
يحمل الفراش والوسائد ويسير متأففا وهو يسب ويلعن حظه بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منها ،فكانت مزيج من رائحة النتانة والبول ، فيبدأ بإلقاء حمولته في حاوية النفايات.
فقد كانت العجوز المقعدة والمصابة أخيرا بالزهايمر لاتحظى بعناية كافية من قبل أولادها وبناتها الثمانية.
ألقى الخادم الوسائد التي تغير لونها في الحاوية وهو يبصق متأففا،لكن و عندما أراد أن يلقي بالفراش الصوفي الثقيل شعر بخرخشة وملمس غريب تحت يديه ،لمعت عينيه بفرح ،وإستبشر خيرا،ترك الوسائد والغطاء في الحاوية وحمل الفراش النتن الرائحة هذه المرة وهو يحتضنه خوفا من أن يفقده.
توجه إلى غرفته الضيقة التي لم يمضي عليه فيها سوى أسبوعا واحدا منذ أن حضر من بلده قاصدا العمل بجد لجمع الثروة كالآخرين.
يقوم بشق قماش الفراش لتتبعثر رزم الأوراق النقدية الكثيرة جدا.
يفرح ويشكر الله على تلك الثروة التي نزلت عليه من السماء ،وأنه سيعود إلى وطنه محملا بالهدايا دون شقاء ودون تعب وعناء..ودون حتى غربة.
يتوجه الخادم إلى البنك ويرسل لأسرته رزمة من تلك الأموال ،بالطبع هو لايستطيع إرسال الثروة الطائلة دفعة واحدة حتى لايكشف أمره.
ويعود في اليوم التالي ويرسل رزمة أخرى ،
وأما في اليوم الثالث فقد إرتاب موظف البنك من أمره فقام بإبلاغ الجهات المعنية .
فيتم القبض عليه،
بالطبع فمن غير المعقول أن يحضر مغترب للعمل ويجمع ثروة طائلة خلال أسبوع واحد فقط.
Discussion about this post