ماذا تعرف عن ديانة
بانا ويف؟!!
د. عبد العزيز يوسف آغا.
معتقدات الطائفة التي تدعى “بانا ويف لابورا توري كالستس” Pana Wave Laboratory Cultists وتتزعمها سيدة تدعى يكوتسينوو تبلغ من العمر 69 عامًا، تثير حالة من القلق والذعر في اليابان، ليس فقط لنبوتها بقيام القيامة في منتصف العام الحالي، ولكن لإتباعها منهجًا مريبًا أعاد إلى الأذهان ما ارتكبته طائفة ” أومي ” من أعمال إرهابية أشهرها ما حدث في عام 1995م بمحطة مترو أنفاق طوكيو فبدون أية مقدمات استيقظ أهالي قرية كومي التابعة لولاية ” جيفو ” اليابانية على رؤية مشهد من الكائنات البشرية الحية والمركبات والأشجار المكسوة جميعها بلباس أبيض وذلك في الطرقات الضيقة المؤدية إلى الغابات وإلى التلال الشاهقة الملاصقة لتلك القرية.
وعندما اقترب الأهالي، من باب حب الاستطلاع، من المشهد تمكنوا من إحصاء 15 سيارة ” فان ” بيضاء يسكنها نحو 40 شخصًا بلباس أبيض يغطي تمامًا المنطقة من شعر رؤوسهم وحتى أصابع أقدامهم، حاول الأهالي التحدث إلى هؤلاء الأشخاص، ولكن بدون جدوى، مما اضطرهم إلى استدعاء الأمن.
تحريات الأجهزة الأمنية اليابانية كشفت أسرار هؤلاء الأشخاص الذين يرتدون الملابس البيضاء ومركباتهم البيضاء، وكذلك سر تلوين الأشجار التي يستظلون بظلها باللون الأبيض، وإن كان كشف الأسرار لم تهدأ معه نفوس أهالي قرية ” كومي ” اليابانية الصغيرة بل تسببت في إحداث حالة من الذعر والخوف، لدى جميع اليابانيين من إمكانية تكرار معاناتهم مع طائفة الألوية الحمراء و” أومي ” الإرهابيتين حيث ظهرت طائفة ” أومي ” الدينية اليابانية على المستوى نفسه وكانت مراحل تكوينها ” الأولية ” مماثلة لما شهدته قرية ” كوميش ” وسرعان ما تحول بها الحال، لترتكب العديد من الجرائم، كان آخرها وأشهرها مهاجمة أهم محطة لمترو الأنفاق في وسط العاصمة اليابانية ” طوكيو ” بغاز السارين، مما تسبب في قتل 12 شخصًا وإصابة أكثر من 5 آلاف شخص آخرين في عام 1995م.
لهذه الأسباب فقد تعاملت الجهات الأمنية اليابانية مع المشهد الذي فوجئ به أهالي قرية ” كومي ” بمنتهى الجدية والصرامة، وتتابع تحركات أعضاء الطائفة الجديدة بكل دقة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه تحت أي ظرف أو بأي مسمى!
الطائفة اليابانية الجديدة تدعى ” بانا ويف لابوراتوري كالتستس Pana wave Laboratory Cultists ” ويمكن تسميتها بـ”مختبر طائفة الملابس البيضاء” وتعتقد هذه الطائفة بأن الملابس البيضاء تحميهم من الموجات الكهرومغناطيسية وكذلك الحال بالنسبة لكل الأشياء والمركبات والجماد والنبات المكسو باللون الأبيض فهو يحمي الإنسان من ضرر تلك الموجات.
الطائفة ليست مسجلة في اليابان كجماعة دينية، غير أن نشاطها كان قد بدأ في عام 1977م، وبلغ عدد أتباعها نحو 1200 عضو تقودهم سيدة يابانية تبلغ من العمر 69 عامًا، وحسب رواية منسوبة لأحد الأتباع فإن عصر الطائفة سوف ينتهي برحيل هذه السيدة، ورحيلها سوف يقع في وقت قريب جدًا، وقد يحدث في ليلة 15 مايو الحالي وذلك عندما يأتي يوم الحساب وتقع الواقعة وتقوم القيامة!
ولكن لماذا وقع الاختيار على ليلة 15 مايو المقبلة وليس غيرها من الليالي؟
يقول أحد أتباع الطائفة إنه في تلك الليلة سوف تقع كارثة لم تشهد لها المعمورة مثيلًا من قبل، حيث يحدث ارتباك في حركتي القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية لما سيتسبب في ارتفاع حاد للموجات الكهرومغناطيسية، وتشيع الفوضى ويهلك كل ما تحمله الأرض من زرع وضرع وبشر!
لهذه الأسباب وغيرها قرر عدد من أتباع الطائفة هجرة مساكنهم واللجوء إلى الغابات والتلال وارتداء الملابس البيضاء والتحرك بالمركبات البيضاء وتلوين الأشجار بالألوان البيضاء، حتى تحميهم من الموجات الكهرومغناطيسية الشديدة التي باتت قريبة جدًا وأصبحت على الأبواب بحلول منتصف مايو الحالي.
السلوك الغريب للطائفة دفع مدير عام وكالة الشرطة اليابانية ” وزير الداخلية ” ” هيديهيكو ساتوه ” إلى القول ” إن الطائفة التي ترتدي الملابس البيضاء غريبة وتصرفاتها مماثلة لما كانت تتبعه منظمة ” أومي شيزيكو ” الإرهابية وسوف تتخذ السلطات الأمنية اليابانية إجراءات ضد أي نشاطات غير مشروعة يمكن أن تصدر من الطائفة الجديدة “.
تصريحات مسئول الأمن الياباني ترتب عليها تشديد الحصار على تحركات الجماعة وإغلاق كل المنافذ أمام خطوط سيرها، مما دفع أحد أتباعها إلى القول ” ليست لدينا أية نيات لإيذاء السكان. نحن ننفذ دراسة جادة ذات علاقة بالموجات الكهرومغناطيسية. في صحبتنا عدد من مرضى القلب والسرطان “.
عمدة قرية ” هاتشيمان ” المجاورة لقرية ” كومي ” في المنطقة ذاتها التابعة لولاية ” جيفو ” اليابانية لم يصرح للطائفة بعبور قريته، لأنه لم يقتنع بالمبررات التي ساقها أتباعها قائلًا ” لا يمكن أن نصدقهم لأننا بكل بساطة لا نعرف أية معلومات أو بيانات طبية أو رسمية عن أفرادها للسماح لهم بعبور أرض قريتنا أو المبيت فيها “.
ووسط هذه الأجواء من التوتر والشكوك والريبة بين الجهات الأمنية والأهالي من جانب، وطائفة مختبر الملابس البيضاء على الجانب الآخر، تعيش اليابان حالة من الفزع بانتظار ما سيلحق بهم وبغيرهم على أرض المعمورة ، أو بما يضمره هؤلاء الأشخاص من نوايا حميدة أو شريرة.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،
Discussion about this post