متاهات روحي
ليليا الجموسي
تونس
من أنا… ؟
كم مرة سألت… نفسي!
هذا السؤال… من أنا… ؟
سالت مرآتي…
علني أجد ذاتي
سألتها… وأنا في حيرة من أمري
أجابت متوجسة حذرة
تأخر منك السؤال…
أنت إمراة في الأربعين…
لاتغضبين… لا تتفاجئين
أربعينية… أنت… وماأروعك
ما أبهاك… وما أجملك
أين كنت؟… غائبة عني
ثم مضت… واختفت
مضت كالأربعين… التي مرت
بدون مرآة … لحساب السنين
ثم … عادت وقالت:
لست وحدك …. نعم
لست وحدك أيتها الأربعينية
مثلك…. أنا بلا مرآة…
ومثلك الكثيرات… قد نسوا انفسهم
والعمر يرافق الطريق
بمنعطفاته وعثراته
وأنني… سائرة بهذا الطريق مثلك
ما فكرت يوماً… أن أقف …
او أتوقف…
أعيد قرائتي…وحساباتي أتفحص خارطتي
أبحث عن وجهتي…
أتأكد من روح بوصلتي
اجبت…
مرآتي… يا مراتي…
أنت التي أحببتك… كذاتي…
وأنت في لب روحي
ورمز حياتي
فيض لساني وجميل كلماتي
أين أنا… وهذه الأربعين…
التي فرت من بين أناملي
هل ضاع عمري… وأعياد السنين؟
هل ضاع حقاً…
أجيبي يامرآتي النقية
لا تخجلين
بطلتك الصادقة الأنيقة…
قولي… بصراحة أيتها الصديقة
من أنا… أرجوك
اسعفيني … بمنتهى اللين…
هل تجيبني… ؟
يا مرآتي… أخبريني… وفسري
ماذا فعلت بنا هذه السنين
قالت مبتسمة ابتسامة الواثقين
أنت… زنبقة الجمال
أنت… لكل تضحية عنوان…
للعطاء ديوان…
لأهلك… لأحبائك
لأرضك…لخارطتك
أنت للكل… نبع حنان…
كنت الصغيرة المدللة
وكنت الاخت المعززة
الأم… والسكن ورمز الأنسانية
صامدة… ملائكية
ولكل من….يسال…
نجيب… نقول
لماذا هكذا أصبحنا…
وكيف صرنا… وما حل بنا؟
وما فعل المشيب بنا؟
مرآتي… يا مراتي الصبية
لم أعد ارى شبابي على وجهك
لم يبق إلا شعراً أبيضاً
يتوج رأسي … يسكن وجهي
لا تخافي… يا صغيرتي
ياحبيبتي
فالشعر الأبيض… عنوان الحكمة
وثغر الياسمين
وهو الجمال الذي لا يلين
ونبراس السنين
فكل ما أقوله لك
يا إمراة السنين
والأربعين وحتى الخمسين
تبسمي… ولا تبكين
ابتسمي بعمق…
ولا تيأسين
حمداً لله
ها انت تبتسمين….
ليليا الجموسي
تونس 🇹🇳
Discussion about this post