يكتب محمد عسكر
عملها فى السلك الدبلوماسى كمترجمة بالامم المتحدة جعل منها اله صارمة فى المواعيد والالتزامات وايضا المظهر والشخصية ولكن لم يخلى القلب من نقاء وشفافية ولم تخلو الروح من سلامة النفس الداخلية ولم تزل المضغة الجسدية على نفس فطرتها خالية من حمل ضغينه لأحد أو حقدا أو حسدا لذالك بددت كثوب ابيض شفاف لم يدنس بالخطيا بعد أبدت ……. فتاة الخامسة والثلاثون من عمرها يومها كمترجمة فى مؤتمر دولى ترجمة عدة نصوص لشخصيات مهمة أدلت بأرائها فى أشياء مهمة فى ذالك المؤتمر أنهت يومها استعدلت قائمتها رجعت إلى المنزل وكالعادة دائما لا يخلو منزلها من المشاكل اليومية مع أفراد أسرتها التى سألتها كثيرا وجعلت من حياتها بركة وحله كلما حاولت أن تخرج من تلك البركة انزلقت أقدامها ثانيا فيها صاحت فى وجههم كسرت اشياء كثيرة حولها انهارت فجلست بعيد عنهم أخبرها صديقها أنه يريد الحديث معها فرتدت فستانها الأنيق وذهبت لمقابلته التى سأمتها أيضا دوما لمحاولاته الفاشلة دوما فى فهم عقلها وعدم تفهم ما يحوية من برائة ربانية وصفاء يتخطى تدنس الروح والجسد ادنت برأسها فى شرود أثناء حديثة يوحى أنها فى عالم آخر ليس له صلة بما يرتل صاحبها من تفهات رن جرس هاتفها وهيا شاردة فألقت النظر وجدته مديرها فى العمل فأجابت .. كان يخبرها أن عليها السفر ضرورى إلى تركيا لترجمة حوار صحفى سيقام مع اكبر شيخ صوفى هناك ويحب عليها السفر سريعا شئ ما دب بروحها من فرح ستبتعد قليلا عن أحزانها وعن كل ما سائها هذه الأيام أحضرت حقيبتها وضعت اغراضها حجزت تزكرتها ثم أصبحت فى اليوم التالى على متن الطائرة المتوجه إلى تركيا وصلت الفندق التى نزلت به اخذت حمامها ثم راحت تبحث فى الانترنت عن الشخصية الهامة التى ستقابلها لترجمة ما سيقوله ذالك الشيخ حتى رأت صورته وقرأت بعض الأخبار عنه وفى اليوم التالى ذهبت مع الصحفين إلى منزل الشيخ وتفاجئت من كثرة المريدين الذين ينتظرون لحظة خروجه عليهم حتى اين ظهر من الباب راحت الاصوات تعلو والصراخ واقتراب آلاف منه محاولين ان يلامسون بعض من ملابس الشيخ أو التبرك به قام الحراس بأبعاد الناس المتزاحمة عن الشيخ اقترب الصحفين واقتربت هيا نحو الشيخ الذى اندهشت من نظرته لها بتمعن وعدم اهتمام ما تقوله الصحفين معه فقط كان ينظر إليها وهو صامت ثم أعطى لها إشارة بالاقتراب فاقتربت بمساعدة الحراس اقترب منها وقال .. مرحبا بمن تركت احزان كثيرة خلفها وجائت لترجمة ما اقول اندهشت اكتر ثم ابتسم لها الشيخ وقال .. لنا لقاء بعد هذا الحوار الصحفى عليكى أن تحضرى غدا مرة أخرى اريد الحديث معك عادت إلى الفندق جلست على حاسوبها تترجم إلقاء الذى قاله الشيخ إلى الصحفين ولكن كان يضرب وجهها الشرود من الحين للآخر ويطرح عقلها الأسئلة على روحها بطريقة مباشرة كيف عرف ذالك الراجل عن احزانى وما إعانيه وكيف عرف انى هربت من تلك الاحزان متحججة بالسفر وما سر تلك النور حول وجه وما تلك الهيبة الكبيرة التى تشعر بها فيه حين تنظر إلى شخصة ولماذا كل هؤلاء البشر يتزاحمون حقا فقط لملامسته هل يشاهدون شئ لم اشاهده هل يرون شئ لم أراه . أنهت عملها وقامت بالترجمة المطلوبة وقررت فى اليوم الثانى الرجوع إلى بيتها دون اهتمام لما قاله الشيخ وصلت المطار جلست استحت قهوتها ثم قامت تسأل عن ميعاد طائرتها لماذا تأخرت حتى ابلغوها أن الطائرة بها عطل وسيحجزون لها فى فندق تابع لهم للمغادرة غدا فى نفس اليوم ضرب الاندهاش وجهها فهذا غير معتاد فى رحلات الطيران ثم خطر ببالها إلقاء الذى لم يتم وشئ فى روحها يقول لابد أن أرجع إلى الشيخ لارى ما الذى كان يريد قوله لى ذهبت إلى منزله واستأذنت الحراس فى الدخول فدخلت جلس الشيخ أمامها عمره الواحد والتسعون جعل حركته بطيئه ولكن ابتسامته كفيله أن تنسيك جمالها من انت ومن اين أتيت والى اين انت ذاهب .. قال لها وهو يبتسم قدرا يحضرك إلى هنا وقدرا يرجعك . وقدرا لن يبعدك ابدا . قالت اظن اننى أبلى حسننا قال نعم لقد خصنا الله بمراقبة من لم تزل أرواحهم نقيه ولم يتدنسو بالخطايا مثلك ثم راح يخبرها عن طريقة كل المشاكل التى تواجهها فى بلادها مع الاهل والاقرباء ومع حبيبها ثم راح يقوى صلتها القوية بأيمانها ويحثها على حب الحياة مهما قست عليها وأن الدعاء والتقرب من الذات العليا سيمحى جميع أحزانها .بكت اقتربت منه ورأبت على كتفه وشكرته كثيرا وعاددت وبعد أن ذهبت سريعا جميع مشاكلها كما أخبرها الشيخ وأصبح كل شئ على ما يرام قررت أن ترجع ثانيا إلى الشيخ بل وبقائها بجواره واتبعت الطريقة التى يتبعها الشيخ الصوفى تقول اورادهم وتسبح تسبيحاتهم بل وأصبحت تترجم كل خطب الشيخ وكتباته وزاع صيتهما أكثر حين ترجمت كتب الشيخ وأصبحت الأكثر مبيعا وزاع شهرتها أيضا بقصتها الغريبة وتجماتها التى وصلت إلى كثير فى العالم وتم عمل لقائات مع قنوات كثيرة ودائما كان رد السؤال المتكرر لماذا قررتى البقاء بجوار الشيخ الصوفى باقى حياتك قالت اولا وجدت روحى بعد غيابها وجدت سعادتى بعد حزنى وجدت الحكمة تخطيت معه جميع مشاكلى أصبحت أرى النور الذى كنت لا أراه وعرفت لماذا كان يتهافتون الناس للوصول إلى جسد الشيخ عرفت أن السعادة حقا هيا القرب ممن اقتربو بأعمالهم وصفاء قلوبهم إلى الله
Discussion about this post