د. عبد العزيز يوسف آغا.
بادىء ذي بدء، هذه الكلمة غير موجودة في القاموس وليس لها معنى محدد، إنما تطلق على صاحب الأفكار التافهة والكذاب …
ولكن ماهو أصل الحكاية؟
قديما كان هناك رجلا في قرية بسيطة أهلها بسطاء. وكان هذا الرجل يدعي الحكمة والفهم والمعرفة بكل شيء، فإذا سئل أجاب وأفاض في الإجابة على علم أو غير علم، فكان الناس يعجبون بمنطقه وطلاقة لسانه وسرعة بديهته في الرد. فكان ذاك الرجل يستقوي بالقليل من علمه على الكثير من جهلهم ويستعين بالقليل من معرفته على عدم معرفتهم أصلا.
وبنفس الوقت كان في القرية بعض الشباب المثقف الذين يعرفون أن كلام هذا الرجل ما هو إلا تخاريف وسفسطة كلام وكذب محض وحذروا أهل القرية منه أكثر من مرة، ولكن أنى لهم الفكاك من سحر البيان وعذوبة اللسان إلا بالدليل القاطع والبرهان الساطع على جهل هذا الرجل وكذب ادعائه أمام أهل القرية جميعا.
لذلك اجتمع الشباب واجمعوا أمرهم على اختباره وكشف زيفه بحيلة محكمة، كانت الخطة أن يختار كل شاب حرفا عشوائيا لتكوين كلمة ليس لها معنى وسؤال الحكيم أو مدعي الحكمة عليها وكانت الكلمة هي “الخنفشار” نعم هذه الكلمة من بنات أفكارهم ولم ترد في معجم أو قاموس. وبالفعل توجهوا إلى الرجل وعلى مرأى ومسمع من القوم سألوه عن معنى “الخنفشار”؟
وكانت الإجابة مذهلة ، فبدون تردد أو حتى ادعاء التفكير رد الرجل مسرعا: الخنفشار نبات ينمو في أعالي الجبال إذا أكلت منه الإبل عقد لبنها أو كما قال الشاعر:
لقد عقدت محبتكم قلبي..
كما عقد الحليب “الخنفشار “.
إجابة جعلت حتى أصحاب الكلمة أنفسهم يتسرب إليهم الشك..
وبالفعل عندما تجتمع طلاوة اللسان مع الكذب يصعب كشف المحتالين، وما أكثرهم في أيامنا هذه.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،،،،،،
Discussion about this post