استيقظت جنية الكلمات مع بداية الليل ،كانت مستلقية على العشب الاخضر عند السفح وحينما فتحت عينيها وجدت نفسها مباشرة تنظر إليه.
أغرمت بوجهه المضيء حد الجنون ، وجلست القرفصاء ذائبة في نوره .لم تدر كم من الوقت قضته مشدوهة .لا تفكر في شيء ولا تعرف حتى ما أصابها.
اخرجها من سكونها العميق سحابة خفيفة غطت النصف المضيء الذي كانت تتأمله .ادركت وقتها ان نصفه المظلم أيضا كان مثيرا و غريبا .لاول مرة تكتشف ان القمر جميل في كل حالاته.
تبسمت وحين أرادت النهوض ،تذكرت انها أصيبت بشيء حاد في صدرها قبل ان تصرخ وتفقد الوعي .تحسست صدرها لتجد سهمها الذهبي مازال عالقا هناك.
يرتد صدى صرخة مكلومة بداخلها دون صوت ،تنزعج من نفسها وتصرُّفها.تدرك جيدا انه لا معنى للندم الآن.
– كيف حدث هذا؟ تتأجج بداخلها الاسئلة ،من بعث السهم ضدي؟لا يمكن ان يكون الساحر هو لا يعرف بخطتي.
او ربما يعرف ،يأخذها شكها في طريق آخر .
هكذا إذن ،هو يعرف ذلك ،أخبرته الكلمات بخطتي فاراد إيقاعي في شباكه.اذن فلتستعد ،لن اقع في حبك وغرامك وسأقاومك ما استطعت حتى اجد حلا لهذه التعويذة.
تطلب من سهمها ان يخرج بسهولة ،فتسحبه وتضعه قربها.
تتسارع نبضات قلبها ،تشعر بالدماء تضخ في وجنتيها.
– كيف سأعشق هذا الساحر ؟
– كيف سأحبه؟
– هل حبه شيء عادي مثل ما احس دائما مع كل الناس؟
هل هو جنون؟ سكون؟ عشق؟ حمق؟ هل ساختبر تلك الاحاسيس العميقة مع أشد السحرة لعبا بالكلمات؟
كم اود لو اعدل عن تعويذتي….
فاطمة عابدي
صوت الروح
Discussion about this post