* – اسمي (ناجي العلي) ، ولدت حيث ولد السيد المسيح الناصري عليه السلام بين طبرية والناصرة ، في قرية “الشجرة” بالجليل الشمالي ، أخرجوني من هناك بعد 10 سنوات ، في 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان ، أذكر تلك السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري ، أعرف العشب في المخيم والحجر والظل والنور ، وصورها لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً ، لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك .
أنا أرسم ببساطة .. ولا أكتب أحجبة ، لا أحرق البخور ، ولكنني أرسم ، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح ، أكون قد حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه ، كما أنني لست مهرجاً ، ولست شاعر قبيلة ، أي قبيلة .. إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود ثقيلة ، ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا.
أنا مازلتُ متهماً بالانحياز ، وهي تهمة لا أنفيها ، أنا لست محايداً ، أنا منحاز لمن هم “تحت” .. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات ، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى ، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم ، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها ، ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات
Discussion about this post