يعرّفها أستاذ تاريخ المذاهب في جامعة مرمرة إلياس أوزوم بأنها طريقة صوفية وعقيدتها باطنية والإسلام دينها، ولكن تفسيرها للدين يقوم على مفاهيم صوفية عرفانية إلى جانب الكثير من المعتقدات والأفكار من أديان أخرى.
لكن بابا مندي يعرفها بأنها طائفة شيعية علوية، وأنهم يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة، ولديهم نفس الواجبات كعموم المسلمين، وعندهم أربع مراتب ينبغي للمؤمنين في عقيدتهم السير عليها للوصول إلى جوهر الإيمان، وهي الشريعة والطريقة والمعرفة والحقيقة.
الطريقة البكتاشية عالمية وليست ألبانية، وتعود نشأتها إلى القرن الثالث عشر، فقد تأسست أول تكية على يد الحاج بكتاش الولي وهو محمد إبراهيم وينسبه البكتاش إلى الإمام موسى الكاظم، وأتباعها يقدسون شخصية الحاج بكتاش ولي، ويخلدون أقواله وأفعاله .
ولد الحاج بكتاش ولي في مقاطعة خراسان في نيسابور وهو أحد شيوخ التركمان، وقدم إلى الأناضول في القرن الثالث عشر الميلادي، وتعرف قريته اليوم باسم حاج بكتاش، وكانت تسمى سابقا كاراهويوك، وقد شرع في تدريس مريديه وأتباعه وأنشأ مركزا دينيا وثقافيا.
المراتب العلمية:
مرتبة العاشق.. أولى الخطوات في مسالك الطريقة، يسير الدارجون في مسالك الطريقة وفق تراتبية متصاعدة تبدأ بمرتبة العاشق، فذلك حين يبدي المريد رغبته في السير على النهج، ثم تليها مرتبة المحب حينها يطلب رسميا الانضمام إليها، وبعدها مرتبة الدرويش، ويمكن للمنتسب التوقف هنا إذا أراد الزواج، وبعد مرتبة الدرويش الراهب والدرويش الأب.
وعلى الدرويش الأب والراهب الالتزام بالفقر الاختياري والتنسك داخل التكايا وخدمتها، ومنهم من ينظف أو يغسل الملابس أو يرعى الماشية أو يعمل في إعداد الطعام، ويلتزم كل درويش باختصاصه.
أما المرتبة الأخيرة فهي البابا أو بابا التكية، وهو المسؤول عن رعاية التكايا، وهي أماكن للعبادة ونزل لأي شخص يريد اللجوء إليها بغض النظر عن دينه، ويعرف رأس الهرم باسم “دِدِه بابا” وتعني الجد، ودِدِه بالتركية تعني خليفة، وهو شيخ مشايخ الطريقة على مستوى العالم.
بعد الحرب العالمية الثانية دخلت الشيوعية لألبانيا، وكانت متطرفة لأبعد الحدود حتى أنها قضت على جميع الديانات، وهدمت المساجد والتكايا والكنائس، وحاربت رجال الدين فسفكت دماءهم وشرّدتهم وقتلتهم وأصبح الدين محرما.
Discussion about this post