بقلم الدكتور : محمد العبادي
المراقب لأحوال دول العالم اليوم يجد نفسه أمام حالات وظواهر مركبة ومفرطة في التعقيد ، حيث تتعمق مخاوف العالم وتزداد الهواجس الأوربية من سيناريوهات شديدة الخطورة على الساحة السياسية ، فالفقر من جهة ، وطبول الحروب من جهة أخرى ،و لعل أكثر مايخشوه وعلى رأي الكثير من المحللين السياسيين ، نشوب الحرب العالمية الثالثة التي يخشاها الجميع .
ومع أننا نرى أن القوى الكبرى والعظمى لن تدخل في حروب بين بعضها البعض، لأن أي حرب عالمية قادمة ستكون كارثية بكل ماتملك الكلمة من معنى ولن يكون هناك رابح، الكل سيخرج خاسراً لا محاله، وما هذه السيناريوهات وكل هذه الأحداث مجتمعة بدءاً من( ايبولا إلى جنون البقر إلى كوفيد 19) إلى الحروب الكثيرة وآخرها الحرب الروسية الاوكرانية ، ماهي إلا تمهيداً لولادة عالم جديد و ما يدور على الساحة الدولية الٱن ماهو إلا صراع الحسم حول قيادة العالم ومخاض التغيير في موازيين القوى ، فهنالك قوى صاعدة ، وبالمقابل قوى هابطة ، وزمن القطب الواحد أعتقد أنه انتهى.
و ان الدور الروسي والصيني سيكون دوراً كبيراً، فالعالم الذي سيخرج من تحت رماد حرب روسيا و أوكرانيا لن يكون أبداً كالعالم الذي عشناه من قبل هذه الحرب، بل عالم بنظام لايمنح أمريكا وأوروبا سوى ثلث عجلة القيادة التي تتحكم في مصير الكوكب.
مع الإعتراف بقوة روسيا والصين العسكرية والسياسية والصعود الصيني الاقتصادي الكبير.
هذا مايبرر عدم دخول أمريكا وأوروبا بجيوشها الحرب مع أوكرانيا ، بل اكتفت بالتسليح الذي مكن أوكرانيا من الصمود، وبالمقابل لجأت روسيا والصين بالرد على الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب الاقتصادية والتي قد تبدو آثارها أكثر وضوحاً بعد انتهاء الحرب الاوكرانية ، مما دفع روسيا والصين لإيجاد عالم اقتصادي خارج عالم الدولار وسويفت ، عالم أفقد العقوبات الأمريكية الأوروبية تأثيرها ، حيث بدأت روسيا والصين تقدمان حلولاً اقتصادية لكسر احتكار الدولار الذي يسيطر على التجارة العالمية عبر فرض التبادل التجاري وبيع الطاقة بالروبل الروسي واليوان الصيني، وماعلينا إلا الإنتظار حتى تضع الحرب اوزارها وتتضح الرؤية .
وكل أمانينا أن يعم السلام كل العالم .
Discussion about this post