للكاتب / محمد عسكر
صوت العصافير التي كانت تبيت على الأشجار مع الهدوء الذي راح يعم أرجاء القرية في ذلك اليوم لا يعنى تماما أن تلك السلة ستمر بسلام رائحة شيء ملعون وقبضة في القلب هيا التي سادات قلوب من نجا في تلك السلة حيث كان الوقت قباله طلوع شروق شمس اليوم الثاني قبل الفجر بدقائق أو بما يسمى وقت البكور كان عم صالح يترجل إلى المسجد ليصلى صلاة الفجر كان شيء ما بداخلة يقول له لا تذهب للصلاة اليوم فظن أنها من الشيطان وأثناء صلاته قبض قلبه قبضة قوية فاستعاذ الله وأكمل صلاته وما أن فرغ منها راح يرجع إلى بيته وفي طريقة كان غرابا يحلق فوق رأسه كطفل باكيا نظر هو لأعلى أمعن النظر في الطائر الباكي باندهاش ثم أكمل طريقة حتى وصل البيت وكعادته ذهب ليوقظ أمه وأخيه ليتناولن الفطور سويا طرق الباب عدة طرقات فلم تجب أمه
راح القلق يراوده حتى فتح عليها باب الغرفة فكانت المفاجئة. وجد أمه غارقة في دمائها جسدها مشقوق من عند الرقبة إلى أسفل الثروة وتم تشويه أعضائها التناسلية ووضع حمامة سوداء ألون مفصولة الرأس على جسدها ويبدو أن من قام بهذا العمل طبيب جراح لدقة الطريقة التي تم بها شق الجثة وبتر الأعضاء التناسلية.. انهار صالح حين رأى أمه بهذا المنظر البشع لم يستطيع الاقتراب منها ذهب مسرعا ليوقظ أخيه الأصغر في غرفته فوجدة مقتول بنفس الطريقة الملعونة وعلي صدره حمامة صغيرة سوداء أيضا راح يلتقط أنفاسه بصعوبة ويسرع ناحية باب البيت ليخرج ولكن لم يستطيع وقع مغشيا عليه على باب البيت. بدأ الصراخ يعلو في البيوت المجاورة أيقظت أهل القرية جميعا لقد قتل عشرة أشخاص في ثلاث منازل بهذه الطريقة البشعة هرع الأهالي في ذعر كبير ناحية المنازل التي يعلو منها الصراخ حتى شاهدو ما لا يستطيع العقل تحمله جميع الجثث قتلت في وقت واحد بطريقة واحدة بطقوس معينة الرجل مذبوح من الرقبة وشق بطنه من الرقبة حتى الثورة وتم قطع العضو التناسلي له والنساء كذلك وحتى الأطفال الثلاثة الذين ذبحوا في ذلك اليوم تم قتلهم بنفس الطريقة ولكن الغريب في الأمر هو وضع الحمام الذكر على الضحية الذكر والحمام الأنثى على الضحايا الإناث حتى الأطفال تم وضع حمام وغليل صغير على جثثهم كانوا ثلاث أطفال
لم يتجاوز أعمارهم الرابعة عشر أما باقي الضحايا فعمار كبيرة بين الشباب والكهول.. سارعت عربات الشرطة إلى مكان الحادث عاينت الجثث بدقة لم يستطيعوه أخذ البصمات من كثرة من دخلوا يتفقدون الحادث من أهل القرية ثم تم رفع الجثث وأخذها إلى المشرحة ولكن كانت الشمس بدأت أن تشرق وانتهى وقت البكور.. جلس رئيس المباحث على مكتبة الضخم وسط كثير من الرجال يسأل واحد يلو الآخر عن الضحايا ولكن أفاد الجميع بأن الضحايا لم يكن معهم نزاع مع أي أحد في القرية أو تار مع أحد بل على العكس تماما كانوا من البسطاء أزاد الأمر سوء عقد رئيس المباحث حاجبيه وراح يخاطب نفسه سأل أيها من الذي وراء تلك الجرائم البشعة.. من يستطيع قتل عشرة أشخاص في توقيت واحد بطريقة ماهرة وطبية ويفعل تلك الطقوس في آن واحد راح يجول بخاطره أن الأمر يحوي شيء يخص تجارة الآثار وان هذه الطقوس تدل على أن شخص ما أو مجموعه مع بعضها قامت بتلك الطقوس لفتح مقبرة فرعونية
أبلغ رئيس المباحث عن البحث عن من كان ينقب في تلك الأيام عن الآثار في هذه القرية في ذلك التوقيت حتى أتت التحقيقات بشخص عرف عنه بعض الأشياء الغريبة مثل تعرضه لمرض نفسي وسابقة مرضية وشبه اغتصاب طفلة صغيرة تم القبض على المدعو واتضح أن الملابس التي وجددت في مسرح الجريمة تخص ذلك الشخص المعتوه نعم المعتوه فبمجرد أن تلقى عيناك على ملامح وجه وترى ارتفاع حاجبه وشخوص بصره تعرف بأنذالك الرجل غير طبيعي ويحتمل صدور أي شيء إجرامي منه مع عرض منكبين إثارة بك الريبة والقلق حين تراه تم حبس ذلك المتهم على ذمة القضية وبدأت التحقيقات التي اخذت أكثر من ثلاث سنوات لم تهدأ فيهم قلوب أقرباء الضحايا ولم ينم لهم جفن يريدون أخذ ثأرهم من ذالك المعتوه ولكن ما أثار الجدل أن هذا الرجل أخذ براءة من التهم التى نسبت إليه نعم لا تندهش
فبعد تولى أحد الشخصيات الهامة الدفاع عن ذلك المتهم استطاع أن يثبت بالأدلة القاطعة أن هذا المعتوه لا يستطيع فعلتها لأنه أثناء المعاينة لمكان الحادث وجد حذاء يخص القاتل وحين طلب الدفاع أمام المحكمة أن يرتدى الحذاء كانت المفاجأة أن الحذاء لا يدخل في قدم الرجل إذن الفاعل هو شخص آخر كما قال الدفاع في مرافعته إن قتل العشرة أشخاص تم بطريقة طبية لا يستطيع ذلك الرجل العادي أو أي أحد لم يمارس مهنة الطب على فعلها.. وعلي ذلك تم تبرأءه ذلك الرجل من التهم الموجه إليه وقيدت الجريمة ضد مجهول أصبحت المذبحة حديث البلد بأكملها بل وصنفت عالميا أنها أبشع وأغرب الجرائم في العالم ولكن يظل هناك دائما حلقة مفقودة أو شيء يدلك على الصواب بعد أن هدأت الأوضاع قليلا وجلست الأطراف كلها تفكر في هذه المذبحة وكيفية تنفيذها أجابت خواطرهم جميعا بشيء واحد إلا وهو أن الجن هو من فعل هذا لأسباب كثيرة أولها عدم تعرض أي باب من أبواب البيوت الثلاثة لكثر
أو تعنف فى فتحه ثانيا لم تقم اى جثة من الجثث العشر بمقاومه القاتل وحين شرحت الجثث لم يجدو بها اى اثار لتقيد أو خنق أو حتى تكميم لافواهم أو تعرضهم لاخذ اى مخدر لعدم المقاومة فلماذا لم تصرخ الضحايا وما جعلها تصمت أو تدافع عن نفسها حتى فعل بهم تلك الجرائم ثالثا الطريقة والأشياء التى مذقت بها اجزاء الضحايا حتى ولو كان طبيب الذى فعل ذالك كان عدد السعات التى سيأخذها فى كل ضحية لا يقل عن خمس سعات فكيف فعل شخص كل هذا فى عشرة أشخاص فى آن واحد ووقت قصير لا يتجاوز الساعتين وهو من وقت ما قبل صلاة الفجر إلى ما قبل شروق الشمس وايضا حتى لو كانو مجموعة من الناس قامت بمثل هذا العمل الم يورى منهم شخص واحد غريب على الأقل كان يعبر الطرقات أو شهود وهو يدخل أحد المنازل هدأت الأوضاع واستنتج الجميع أن هذا هو انتقام أحد ملوك الفراعين القدامى بسبب العبث بمقبرته الملكية لأن ما حدث الجثث العشر خارج نطاق قوة البشر على فعلة
لم تزل القضية غامضة ولا يوجد حل للغزها حتى الآن
Discussion about this post