أَحبَبْتُني حينَ التقيتُ وحيدةً
مثلي بِدارِ رعايةٍ
للعازفينَ بِلا كَمنجاتٍ لأَنَّ شِفاهَهمْ
حفظتْ ترانيمَ الـحقولِ
وأَينَعَتْ
هي والشفاهُ تَبرأُوا
من لثغةِ الـخشبِ الـمجفَّفِ
في الكمنجاتِ
التي اهترأَتْ بـها الأَلـحانُ
حين تـحنَّطَتْ أَقواسُها
قَبلَ اللقا
كنا انتظارَ الـخائفيْنِ من البنفسجِ
والـخشبْ
كنا انتهاءَ الشمسِ من غَليانِـها
وقتَ الغضبْ
كنا انشطارَ الـماءِ بينَ سحابتيْنِ
بِلا سببْ
كنا انفطارَ القلبِ من بُعدِ الـمسافةِ
والتعبْ
قبلَ اللقا
كنا نُسافرُ في قلائِدَ
لا ترى أَعناقَنا
وقتَ النزيفِ
وفي دفاترَ لا تَرى أَوجاعَنا
في وِحدةٍ فُرِضَتْ على السورِ
الذي ماتتْ بيوتٌ حولَهُ
أَو في مراسمَ لا ترى أَدوارَنا
وقتَ احتفالِ الـمتعبينَ بـموتِـهمْ
وقتَ احتفالِ الضائعينَ بِـشَربةٍ
وخريطةٍ
وبـموعدٍ للقافِلةْ
واليومَ إِذ أَحببتُني
بِطلاقةِ الفُرسانِ
في نَـحتِ الطريقِ لِـخيلِها
بِبراءَةِ الظمآنِ من ماءٍ قتيلٍ
يستوي في الارتواءِ وفي الغرقْ
بِتَعَلُّقِ الـموجوعِ بالسقفِ الـمُؤَدِّي
للسماءِ
لكي يُـخلِّصَ روحَهُ
من لعنةٍ ترتاحُ في قلبِ الـجسدْ
واليومَ إِذ صالـحتُني
أَخرجتُني من جُعبتي
حتى تراني مُبعدًا .. فَــ تُعيدُني
عزفًا بطيئًا هادئًا
أَو تَـمتماتٍ في الشفاهِ
بلا صَخَبْ
سنُعيدُ للأَشجارِ أَخشابَ الكمنجةِ
كي تُغنِّي لـحنَنا
لـحنَ الترنُّـمِ في نوايا نـحلةٍ
رشفتْ رحيقًا من مـخابئِ زهرةٍ
وتيمَّمتْ أَنفاسَنا
حتى تُطهِّرَ عمرَنا
لنذوبَ طوعَا صامتيْنِ
كزهرةٍ
عاشتْ طويلًا في انتظارِ رحيقِها
ووحيدِها
لتصيرَ سيمفونيةً مـمزوجةً
بطنينِ نـحلٍ لا يَبوحُ بِسرِّها
في آخرِ العزفِ الطويلِ
على
الشفاهِ
سِوى العسلْ
ا= = = = = = = = = = = =
محمد مثقال الخضور // مع الغريبة بلا كمنجات
Discussion about this post