أغيبُ وتحضر ..
يَسألٌني النادلُ عنها في كل مرةٍ، وأنا أُشير إليَّ، لكنه لمْ يعِ قصدي؛ أنها تركت مِقعدها أمامي وجلستْ في رأسي لا تَبرحني، لا يعلم النادلُ أنّها هي التي أمامه الآن وأنا المفقود فيها عني.
لمْ يدرك “النادل” سبب فجعتي عندما كاد “الشاي” الساخن يسقط على أوراقي، لمْ يكنْ خَوفي على ورقةٍ بيضاءَ مُحبّرةٍ بضَعفِ كتاباتي.
لكنّها كانت(هي) في طورٍ جديدٍ لها، كنت أستحضرها قصيدةً؛ لأخفف وسواسها عنْ عقلي وأحولها لرُقيةٍ شِعرية!
هي لا تغيب أيها النادل.. هي الغياب عندما يغشاك بكل حضوره، والحضور المُقيم الذي لا يمنعه غياب.
هي جِنيّة تتّلبس الإنسيَّ ولا تجاوره.. تمنحه حبها ولا تعطيه نفسها.
أيها النادل: هي تطلب الآن أنْ ترتشفني.. فهلّا وضعْتَني على طاولةٍ في ركنٍ بعيدٍ حتى أغيبَ وتحضرُ!
بقلم الكاتب علاء احمد
Alaa Ahmed
Discussion about this post