خذني إليكَ أيها الضبابُ البعيدُ
بيدينِ من ماءٍ ودخان
ضُمَني لنتلاشى معاً..
أذوبُ بكَ
وتحترقُ مطراً أسودَ داخل جسدي
ترنو اليّ المرايا، بشوقِ الغريبِ للنهرِ..
هكذا غدوتُ…
من طقوسِ العجائزِ الحائراتِ على عتباتِ القهرِ ولدتُ
لأُدوّنَ مزاميرَ منسيةً، وأعقدُ صفقةً مع الريح…
تسافرُ بي الأفكارُ
ومن وجوهِ المارةِ أسلبُ الطينَ
كرائحةِ الطريقِ المتعبِ
ترنو المرايا لقصائدي المغلفةِ بنبوءةِ العودة…
من قلاعِ الحب
استبشرُ بالقناديل
فلا ربةَ له سوى عشتارُ..
عشتار…
تلكَ رياحيَ الجامحةُ ما زالت منذُ الفجرِ تُكسر الزيفَ
وتطفئُ ظلامَ النار..
أيها الضبابُ
نحن أبناءَ الجنّ
العابرونَ حدود الوطن
المارونَ بقواربِ الليلِ
خذني اليك..
فلا ربةَ للقمرِ سوى عشتار
بقلم الكاتب حسين السياب
Discussion about this post