ما هذه الأيام التي تعاكس ندى المثقلة بالأحزان؟!!، تأتيها الأحداث كصاعقة تكاد أن تقسم قلبها نصفين ، خلال هذه الليلة الطويلة التى مرت بها كحلم ثقيل، أوشكت على الانتهاء وهي تنظر إلى ابنها المتوجع من الألم ووجهه أسود ، لم تستطع ندى فى تلك اللحظة فعل شيء، سواء القول لوالده، وهي تصرخ بداخلها: حسن مريض، لابد من الذهاب إلى المستشفى ، تنظر إليه مجددا ولونه مخطوف، خائفة من صدمات الحياة ،
وصلوا إلى المستشفي وتم إدخاله إلى غرفة الملاحظة ،وتم إجراء التحاليل الطبية ، وأثناء انتظار النتائج ، يتملك ندى خوف وانقباض فى قلبها، تغمض عينيها حينما جهزت التحاليل ، يخبرهم الطبيب بأن حسن فى حاجة إلى دخول العناية الفائقة بسبب ارتفاع شديد فى السكر ،
يتجمد هذا القلب المتعب عند سماع الخبر ، وكادت أن تسبقه على باب العناية ، لكن الله ألهما الصبر والاستغفار، والدعاء: رب إنه عبدك بين يديك فلا ترني فيه مكروه ،
رددت تلك العبارة بداخلها آلاف المرات؛ لتسمع صوت حسن وهو يقول للدكتور: لا أريد الدخول، فأنا طالب فى الشهادة الثانوية ،
دمعت عينيها؛ فهي حريصة على المذاكرة مع ابنها وكأنها طالبة أيضا فى الشهادة الثانوية ، لكن فى تلك اللحظة لم تهتم ندى بالشهادة كاهتمامها بصحة ابنها ،
شعرت بأن هذا الاختبار سبق اختبارات الشهادة ،
جلست ندى ووالده على الكرسي يتنظرون مجريات تلك الليلة ، لكن هذه المرة لم تكن عقارب الساعة تدور أمامها، وهي تتعقبها ككل مرة ، لكن تلك العقارب دارت بداخلها وهي تنظر إلى الحالات القادمة من باب المستشفى وهي تتألم مع كل المارة
وحسن يشعر بألم لكنه يكابر قائلا: أنا بخير ، طالبا من الطبيب الخروج ، ومع حرصه على انخفاض السكر في آخر المطاف، نعم، سأكتب إليك خروج ولكن بشرط الانتباه إلى نفسك ، فأنت لا تزال صغيرا والمستقبل أمامك ، تلك العبارة جعلت من قلب ندي ينقبض أكثر، فمع كثرة المصاعب والاختبارات لم تعد قوية كالسابق ، لذا لم تستطع أن تضع عنوانا مناسبا لما مر به قلبها الجريح.
Discussion about this post