يعتبر هرمس أحد اكثر الشخصيات غموضا فى التاريخ ، وقد تنازع لقبه الكثيرون، فهناك من ذهب إلى أن أصله بابلى يرتبط ببناء بابل بعد الطوفان، ويتعزز أصله هذا بارتباطه بعلم الفلك والتنجيم، وهناك من يرى أنه مصرى وأنه بنى الأهرامات، ويرتبط بشخصية (أمحوتب) الحكيم والمهندس المصرى الذى بنى الهرم المدرج وكان وزير الفرعون زوسر من الاسرة الثالثة.
بينما يزعم آخرون أنه عربى الأصل واسمه أخنوخ أو إدريس، وآخرون يرون أنه فارسى وأنه إله الخير الزرادشتى “مزدا)، ويلفظه الاغريق بـ (هرمز).
ما الهرمسية؟
إنها مجموعة أفكار ومعتقدات ومجموعة من النصوص دونت بين القرن الثالث ق. م. وتنقسم الى كتابات شعبية وهى الأقدم ، ويرجح البعض كتابة النصوص الهرمسية الشعبية بحدود القرن الثالث ق. م، اما الادب الهرمسى والفلسفة الهرمسية فقد ظهرت فى القرن الثانى بعد الميلاد فى زمن الحضارة الهلنستية.
وتجمع المرويات على أن هرمس أول من اخترع الكتابة، وأول من كتب الصحف وخاط الثياب ولبسها، وأول من حصل على الخلود وأول من صعد إلى السماء.
وقد ذكر في (موسوعة الفلك عبر التاريخ) أن هرمس هو أحد ملوك قبل الطوفان خلافا لكل الاراء المطروحة، ويشكك فى أن تكون تعاليم هرمس مدونة منه مباشرة، بل تم تدوينها فى القرون الثلاثة قبل الميلاد فى العصر الهلنستى فى مصر وتحديدا فى الاسكندرية.
وظهرت هذه المدونات كمرجع اساس لمدونات اخرى باليونانية واللاتينية والسريانية ثم العبرية والعربية. وهى نصوص ليست اصلية ابدا فقد طوى الدهر هرمس ماقبل الطوفان فى حدود 3000 ق.م.
تعتبر الهرمسية من اقدم الديانات على وجه الأرض ، وتنسب إليها مختلف العلوم كالسحر والخيمياء والكتابة والحكمة، وقد برزت الهرمسية فى العصور القديمة المتأخرة بالتوازى مع المسيحية الأولى، والغنوصبة الافلاطونية ونبؤات أورفيوس والأدب الفيثاغوري.
من ميزات اصحاب هذه الديانة رفضها الانصياع للفكر الخالص والإيمان على حد سواء. لديهم مجموعة من الكتب تسمى: “الكتابات الهرمسية، والتي كانت جزءا من نهضة توافق الأضاد والفكر الإلحادى الذى نما بين القرنين الثالث والسابع الميلادي. وتعرف النصوص عندهم بالمسيحية الإغريقية.
الله فى الهرمسية:
تشير الهرمسية إلى الإله الأعلى بمصطلح “الله”، الـ”كل” أو “الواحد”. المطلق هو التركيز المركزى للهرمسية، لذلك لا يمكن تصنيفها بحسب الديانات التقليدية وحتى ليس على مقياس بين الديانة توحيدية أو الديانات المتعددة الإلهه بل تتعداهم. وتشدد تعاليمها على وجود إله غير محسوس ، نحن والكون نتشارك به. كما تعترف بوجود كائنات اخرى مثل الألهة والملائكة والجن فى الكون.
تؤمن الهرمسية باللاهوت القديم الذى أعطى للبشرية فى الزمن الغابر والذى هو أساس كل الديانات.
أقسام حكمة كافة الكون الثلاث:
يؤمن الهرمسيون بثلاث أقسام للحكمة:
الخيمياء: تبحث فى أمور تتعلق بتحويل المواد الرخيصة مثل الرصاص إلى معدن نفيس مثل الذهب. وتذهب إلى مستوى بحث أمور التحويل الروحى للحياة، والمادى عن طريق دراسة الولادة والموت والعودة إلى الحياة.
التنجيم: زعم هرمس أنه تعلم التنجيم على يدى زراداشت. فهم يؤمنون أن لحركة الكواكب معانى وتأثيرات تتعدى المجال الفيزيائى إذ أنها تمثل فكر الله لذا لها تأثير على الأرض لكنها لا تجبرنا على اتخاذ القرارات. والحكيم هو من يفهم هذه التأثيرات ويتعامل معها بشكل بناء.
السيمياء: وهو السحر الآلهي الذى يعتمد على قدرة الله بالتحكم بالطبيعة. وهو عكس السحر الأسود الشرير. والسيمياء مصطلح يعنى “علم وفن العمل الإلهي “.منظومة من التعاليم والعقائد المنسوبة إلى الإله المصرى تحوتى أو توت وقد دعاه الإغريق هرمس :
« المثلث العظمة»
الهرمسية فى عصر النهضة: زاد تأثير الهرمسية فى الثقافة الغربية فى عصر النهضة وجماعات الأسرار وحتى بدايات القرن العشرين حيث تم ترجمة ونشر كافة الوثائق باسم «هرمس الأعظم ثلاثاً» عام 1906 على يد باحث انجليزى. ويورد المؤلف (13) مقالاً من كتابات الهرمسية تشرح عقيدتهم وفلسفتهم وكذلك الترنيمة السرية.
Discussion about this post