فوق حافه الهاويه تسير ، تسير علي أطراف قدميها وتحاول أن تزن نفسها
لتأتي بعض نسمات الهواء تضربها لتشعر بإتزانها يختل ولكن تحاول الصمود أمام نسيم الرياح
وقفت ثابته صامدة تترقب المنظر الخلاب وجمال الخالق حولها ومن ثم اخذت نفس عميق وهي تغلق أعينها فاتحه ذراعيها وكأنها تحتضن الكون بأسره ، وتتراقص خصيلات شعرها من نسيم الرياح
اخذت بضع لحظات لا تكاد تتعدي عشر ثواني في صمت قاتل
ومن ثم مر شريط حياتها أمام عينيها رأت الجميع واقفون امامها تنظر إليهم ولا تدري اتنظر لهم نظرة عتاب ام لوم ام ود
فما لقيت من قربهم الا الجراح تمنت لو أن شيء لم يكن فهي لا تدري ماذا تريد وبماذا عليها أن تشعر
رأت صورة من الماضي وصورة من الحاضر ورأت جل الخلاف بين كلتيهما
فماضي الأهل كان الود والمحبه والسلام ، جلسات لا تخلوا من الضحك ولا تري للخلاف اثر وان حدث خلاف كان ينتهي بسرعه البرق
أما في الحاضر فساد بينهم النفاق والحقد ودام الخلاف هو الرابط الوحيد بينهم
وماضي الاصدقاء وان كان الضحك والمرح إلا أنها تشعر أنه أشبه بحاضرهم ولكنها كانت مغفله بعض الشيء
ف حاضرهم يملأه البعد والأسرار ، والخلاف وان اتفق اثنان يختلف معهم الآخرون
وقفت صامته تنظر إليهم وتنظر حولها وتبحث عن المرآة التي تعكس لها الحقيقة ، حقيقة من حولها ومن قبلها حقيقة ذاتها
وبعد صمت طويل تفوهت ببضع كلمات قائلةً
” لا اضع اللوم عليكم فلا ألوم الا نفسي فقد احببتكم فوق حبي لنفسي جعلتكم بالمقدمة وابديتكم علي ذاتي حفظت ماذا تحبون وماذا تكرهون ولم ادري ماذا احب انا
ليتني احببت نفسي اولا ليتني نظرت إليّ وبحثت بداخلي قبل كل شيء
ليتني لم اعطي كل هذا العطاء حتي أنه من كثرة عطائي ظننتم أنه حق مكتسب لكم
لن اشكوي مره اخري ولن أخالف حديثكم سألبي طلباتكم وسأصبر حتي يرزقني الله ويقر عيني بمن يقدر روحي ويعوضني عنكم خير ”
وبعدها فتحت عينيها وهي تنظر إلي جميل صنع الله تنظر إلي جبال بعيده وخَضار يحاصر المكان وأمواج تضرب الصخور وسماء ليست صافحه ولكنها أشبه بالصفاء وغروب هاديء غير لون السماء وترك اثر براق علي امواج البحار حتي أنها من جميل المنظر ظنت أنها نقلت الي الجنان
فقررت ترك كل شيء خلفها وأخذ هدنةً مع الحياة
وان تحظي بلحظة من السكينه لعلها لن تتكرر مرة أخري
.
.
بقلم الكاتبة اسماء عبدالبر القاضي
Discussion about this post