هل فعلاً: خوفنا من الخسارة يتغلب على رغبتنا في الربح؟!
ما إن تخوض صداقة جديدة حتّى يتسرب إليك الخوف، خوف التعلّق والتعود، خوف الفقد، خوف التخلي، خوف الانسحاب بعد الانسجام. المشكلة إن الكون قائم على الذبذبات ويتجاوب مع مشاعرنا ويضعها في مشاعرنا ويضعها في طريقنا. تروي الأساطير إن الشاب الكاثولوكي هرديوس كان يعمل في مجمع خلقديونية كمساعد للبابا، ويقوم بالمهام الثانوية مثل استقبال التائبين الذي يريدوا التطهر من أثامهم وذنوبهم، وتجهيز صكوك الغغران وكتابة مايمليه عليه الأب فيها. ظل فترة طويلة؛ وبسبب قربه من أباها-البابا- نشأت بينه وبين هيلينا علاقة حب؛ ولأن الحب والزواج محرم على الرهبان والراهبات توقفت العلاقة على النمو والتطور وذهبت إلى مسار تحوّلت فيه هيلينا إلى حبر أعظم، فيما هرديوس تحوّل إلى قديس، قديس في حضرة الحبر الأعظم هيلينا، هذه العلاقة فقط الّتي يباركها الرب يسوع والمطارنة والكاثوليك والبابا.
يتحوّل المحب إلى قديس والمحبوب إلى حبر أعظم، وتكون العلاقة قديس في حضرة الحبر الأعظم، ويعيشان بكلمة الله ويموتان على ذلك، وهناك في الأعالي حيث الرب يتجلى على رعاياه يتزوجان ويشهدان العشاء ويأكلان الخبز المغموس بالِرضا من يد يوحنا المعمدان.
كان هرديوس يخاف فقد هيلينا، وكان بعد أن ينتهي من سماع مواعظ وكلام الرب يذهب إلى الصليب ويركع على ركبتيه ويضم كفيه مع بعض أمام وجهه ويتلو الصلوات: أخاف أن أفقدها أيها الرب. أيها الرب أرني حكمتك في كل شيء إلاّ في فقدها. هنا هرديوس أرسل ذبذبات وطاقة فقد للكون، وبالتالي تجاوب معه الكون وفقد هيلينا إلى الأبد. سقطت من حافة الكاتدرائية أثناء نشرها للغسيل وماتت على الفور.
لاح في بالي وأنا استحضر هذه الأسطورة مشهد الإيجابية والتفاؤل والتحرر من مشاعر الفقد في العلاقات والاستعاضة عنها بمشاعر البهجة والفرح والبقاء مادام أن الكون يسير على قانون: الّذي فوق تحت، بمعنى أن الشيء الّذي تتمناه بمشاعرك وتعيشه بمشاعرك يتحقق وتلقاه واقعك، ومادام القدر مُوكل بالمنطق، والمنطق له عدة أوجه هنا؛ لماذا نخاف ونقلق ونخشى الفقد ونكن متشائمين.
هل فعلاً: خوفنا من الخسارة يتغلب على رغبتنا في الربح؟!
Discussion about this post