14 جويلية1932 بوادي الماء، بلدية مروانة في باتنة حيث كان والدها يعمل وكيل محام. وبعد مدة من ولادتها انتقلت العائلة الى قصر البخاري لضرورة عمل والدها في مدرسة أهلية لجمعية العلماء.
في عام 1940 توفي والدها فانتقلت عائلتها مرة أخرى و هذه المرة إلى الحروش بسكيكدة حيث أدخلت إلى المدرسة فتحصلت سنة 1941 على القبول في السنة السادسة. وتابعت دراستها عام 1944، ثم التحقت بمدينة قسنطينة وواصلت دراستها هناك حتى تحصلت على الشهادة الأهلية عام 1949. انخرطت في مدرسة التمريض وحصلت على دبلوم الدولة في التمريض عام 1951، وعلى وظيفة ممرضة في مستشفى قسنطينة نظرا لقلة هذا النوع من الخريجات الجزائريات.
عند اندلاع الثورة التحريرية، احتاجت إلى الأدوية والمعالجين، كانت مريم من الأوائل لاستجابة نداء جبهة التحرير الوطني مطلع 1956، وكانت قبل ذلك عضوا في صفوف نقابة عمال المستشفى وتعرفت على كثير من المناضلين النقابيين، أمثال مصطفى خلف الله وأحمد بن منقودة ورمضان حركات، ووثقت صلاتها بمناضلي الجبهة في مدينة قسنطينة، فراقبتها الشرطة الفرنسية مدة ثم أقدمت على اعتقالها خلال شهر جانفي 1958، ونقلتها إلى مركز التعذيب في حي مزيان وعذبتها لمدة أسبوعين، ثم نقلتها إلى حامة بوزيان حيث يوجد أكبر مركز للتعذيب، كما سلطت عليها أبشع وسائل التعذيب الجسدي والنفسي على أيدي رجال المظلات بقيادة السفاح بيجار.
خلال شهر فيفري 1958 أخلي سبيلها فعادت إلى عملها بالمستشفى، والى نشاطها النضالي وواصلت تقديم الخدمات الطبية والعلاجية، وساعدها عملها لثلاثة أيام وراحة ثلاثة أيام أخرى في الأسبوع على تنظيم خدماتها للمجاهدين من حيث الإسعاف.
غير أن أعين الشرطة الاستعمارية لم تنفك تراقبها وتتبع خطواتها خاصة وأنها أصبحت مشبوهة، فاعتقلتها يوم 20 ماي 1958 مرة ثانية مع مجموعة من المناضلين الذين يعملون بالمستشفى، وعددهم 12 شخصا وذلك على إثر العثور على رسالة لمريم سعدان مع أحد المجاهدين تم إعتقاله ونقلت فورا إلى حي مزيان ثم إلى حامة بوزيان، وعذبت عذابا شديدا حتى استشهدت بتاريخ 22 جوان 1958 عن عمر 26 سنة، وهي ما تزال في ريعان شبابها.
Discussion about this post