أمسح من رأسي ضجيج الباعة بلحظة
انحناءة حالمة
أنقّيه من الشتائم والغبار
والبرتقال يتساقط عندي في
في ركح المساء
أشرب على مهل قهوة اللامبالاة
أفرك أصابعي وأشمها كقط يتحسّس
بيته الكارتوني الجديد
والطّنين في أذني
لا يقوى على الصلاة
تتملئ غرفتي بالدّهاق يثور السرير
وينتصب على قائمتيه الاثنتين
النّافذة تتعرى من أفريزها
والكتب تصفق أغلفتها كبغبغاوات
يحتفلن
من رمى في مدينتنا كلّ هذا الجنون واستباح
عاداتنا الحميدة
من غزانا بالأنين فوسائدنا
هشّة
وبعيدة جداً أيادي أمهاتنا ل”يفلّين”
رؤوسنا لنغفو
بعيدة جداً تلك الصباحات الدّافئة
وسكاكين الاصدقاء تنغرز في الخاصرة
يسيلُ الدم دافئا ومحتجًا
غير سيئ أن يحتضنك طبيب أو سائق سيارة
إسعاف
المهم أن تعدّ الأقدام التي هرعت
نحوك
تقول العجوز وتختفي في الممر العطِن
أحصي عدد شركات الدواء
والمشروبات الغازيّة
أحصي الطوابع والمكاتيب التي خبّئها
الجنود تحت بذاتهم العسكريّة
بعد أن ختموها بالطين
والدّم واللّوعة
والمشاريع الفاشلة
أحصي عدد الأكتاف في خزانتك
كتف طريّة لعاشقة تأخذك للتنزه
في طرقات المدينة
المحرّمة ودور السينما
من يردّ لك صليبك الضّائع
ويسوع على بعد خطوتين
من الخلاص
والمرأة تلهو بقلبك وتقذفه لصديقاتها
ك دمية قطن
الأرق يستريح
في الغرفة الممتلئة بالنجوم
وأقراص المهدئات
بالعطور النسائيّة والقوارص الميّتة
برائحة الثّوم
والصنّارات المعلقة عليها الأسماك
من خياشيمها
مرّة تنزهت بقدم مسروقة
عدت بفرعًا يابسا من زهرة بابونج
وسيجارتين من حاوية القمامة
عدتُ بالقمر كاملاً
سرقته من خلف الملائكة
وأنفقتُ الضّوء كلّه على
العشاق والساهرين
نفضتُ من سلّتي
محّار الصُدف
والخطى الباردة
نفضتُ دخّان حروب ووعود هشّة
نفضّتُ كلّ شيء حتّى الزحام
والآن أعمل كنادل
في مقهى المدينة
أحمل الدنس والشتائم
وكلام السّاسة إلى بيتي
وفي الليل أبحث عن مصْل يهدّئ روعي
ويغرق غرفتي بالدّفئ
لأنام
يعقوب عبد العزيز
Discussion about this post