بقلم :ماهر اللطيف
تسألني عن وطني بإزدراء،
تستهزئ مني ومنه دون حياء،
تصيح، تعربد وتصفه بالخلاء
والتصحر والفقر وكل أنواع الإدعاء،
تنعته بالتبعية والخنوع والإستسلام
وتبني عادات وتقاليد الغرب ونظام
هذا “المستعمر”، وذاك حتى ابتعد عن الإسلام
وهويته وعروبته التي صنعت الحضارات والأقوام….
وتدعي أن وطنك هو العروبة والإسلام بكل تأكيد ،
والأصالة والحضارة والمستقبل القريب والبعيد،
والعناية والتجذر والتاريخ والحرص الشديد
على تطوير وازدهار الأمة العربية على كل صعيد…. ،
وهذا كلام مردود عليك أيها الأخ الكريم،
فالعروبة من المحيط إلى الخليج دون توزيع أو تقسيم،
وكذلك الشعائر والعادات والتقاليد والإسلام العظيم،
وقوانين الكون وكينونته واستمراره القويم،
ووطني هو وطنك ما دمنا ننطق نفس اللغة يا أخ العرب
ونعتنق دينا واحدا مهما نهاجر ونغترب ونبتعد ونقترب،
ونمارس نفس الشعائر أو أغلبها وفق القبيلة والسرب،
ونشترك في معظم المشاكل التي تمس أمتنا من كل مشرب،
وطني هو وطن العروبة والإسلام يا أخي الغالي،
مهما كان الزمان والتراب الذي تطؤه قدمي ونعلي “البالي”،
هو مكان استقراري النفسي و توازني و راحة بالي
وطيب عيش أصدقائي وأقاربي وزملائي و أطفالي،
هو الشاهد على أقوالي وأفعالي ما دمت على الأرض،
وهو مصدر محتوى كتابي يوم الحساب، يوم العرض،
وهو أساس رزقي وعيشي وموطئ الشفاء والمرض،
وهو مكان التعبد والخوف من الله والطاعة وأداء الفرض….
وطني يا أخي، هو وطنك دون حدود جغرافية
وإن اختلفت وضعياتنا الإجتماعية و الإقتصادية.
وثرواتنا وممتلكاتنا وإمكانياتنا الفكرية والثقافية
وغيرها من الأمور الدنيوية التي تعيق وحدتنا المستقبلية
ما دامت لغة “الضاد” تجمعنا ودين التوحيد يوحدنا
وثقافتنا الشرقية تميزنا وتفردنا عن الحضارات التي تجاورنا
وعاداتنا وتقاليدنا القحة تنيرنا وتبدد كل شك يساورنا
ويسعى إلى تفرقتنا وفق مثل هذه الأفكار التي تدمرنا
بدل تبني أفكار بناءة تقوينا وتنصرنا على هذا الزمن
ومن فيه من أعداء تكاثروا ومعهم المشاكل والمحن
بعد أن ضمنوا تشتتنا وتباعدنا وانتشار البخل والوهن
والكره والحقد الدفين وتمزيق الأمة إلى أوطان بدل وطن….
Discussion about this post