غواية ..
مُذ هطل الليل غزيرا
انكفأنا
لا ندري كم لبثنا
مرّ ثلاثون عمرا ربّما
على كل عمر تنبت
ثلاثون لعنة للغياب
تنبت اللّهفة أسرابْ
ينبت ثلاثون شوقا
و استلاب
إنّي أعوذ بك
من وحشة تسرّبت
إلى دمي
إني أعوذ بك
من الشوق و الحزن
و الوقوف على الأعتاب
أسعفني بأن أراك
بين الصّحو و الغفو توقا
أو لحظة اشتهاء
أسعفني بلهف اللقاء
في زمن العبور إلى الضباب
أسعفني برشفة سراب
كيف يمكن أن نَنبُت زنابق حبّ
زمنَ الاغتراب
أسعفني بأن أعبر إليك
أن أعبر من بريق عينيك
أن أوقف لحظة الانهمار لهفةً
أن أجعل الكلمات جسرا إليك
أسعفني بأن أُخرِج اللقاء من الغياب
و الغياب من اللقاء
أن أضع حدّا لتدفّق اللّحظات
أن أقتلع وجه الساعات
و أطمس معالم يوم يمرّ
دون أن أراك .
أسعفني بأن أراك
بأن ترى
نزف الرّوح ينساب
بأن أرى
وجهك يسافر كأشرعة
الصّباح في ارتياح
أسعفني بأن أَخْرُجَ
غوايةً من خطوط كفّيك
و أن أنبت غيمة
بين ذراعيك
أن أنبت عزفا على نياط الرباب
أسعفني بشِقّ نظرة
إن أبيت
برشفةِ زلالٍ ..
لحظة الانسحاب منك و فيك
لحظة الظمإ إلى المعنى
لحظة الظّمإ إليك
و حين نجترّ ملح الغياب
قل لي ..
كيف على ضفاف عينيك
يتلاشى غضبي !
و يصبح الدّعاء مستجابْ
كيف أُمطِر في كفّك عشقا
و في كفّي تُنبت غربةً
و يباب !
كلمات الشاعرة / مفيدة بن على
Moufida Ben Ali
Discussion about this post