أحمد نناوي
يلينُ قلبُ الفتى من أجل إخوتهِ
وإنْ تمادوا – كثيرًا – في عداوتهِ
وإنْ رموهُ بجُبٍّ كاد يهلكُهُ
لولا يدُ الله كانت في معيِّتهِ
وإنْ .. وإنْ ألصقوا ما في ضمائرِهم
بهِ .. وإنْ شوَّهوا بروازَ صورتهِ
نكايةً فيهِ – لا حبًّا بكارهِهِ –
توحَّدوا لا لشيءٍ غير وحدتهِ
وليتَ فيهم نظيرٌ كي يُناظرَهُ
أو شاعرٌ شاعرٌ .. يرقى لغيرتهِ
كفى بهِ أنهُ ضوءٌ يؤرقُهم
وأنهم شغلوا الدُّنيا بسيرتهِ
كأنهُ يوسفُ الصِّدِّيقُ في زمنٍ
لا صدقَ فيهِ ولا قاضٍ لنُصرتهِ
عزاؤهُ غزةَ النورِ التي كشفتْ
معادنَ الناسِ نصًّا عن قضيتهِ
خانتهُ عيناهُ إلا من مكاشفةٍ
للآنَ لم يشفَ من آثارِ صدمتهِ
رأى الحقيقةَ تمشي شبهَ عاريةٍ
وكلَّ شيءٍ .. بدا على حقيقتهِ
وكان يحسبُ كلَّ الناسِ أفئدةً
تنمو على الحبّ مغشيًّا بفطرتهِ
يظنُّ كلَّ بني الإنسانِ قد فُطروا
على المحبةِ .. فضلًا عن محبتهِ
جناحُهُ للذي وافاهُ منخفضٌ
وليس يعنيهِ إلا عمقُ فكرتهِ
هامتْ بهِ الفكرةُ العمياءُ فانتبهتْ
عيناهُ ( للشِّعر ) ترنو نحو سدرتهِ
فبات يكتبُ ما أملاهُ خاطرُهُ
ونامَ في يدهِ فنجانُ قهوتهِ
Discussion about this post