الكاتب
أنيس ميرو- زاخو
( علو )هذا الرجل كان سفيهاً و بخيلاً و كان يعيش على الهامش بين عائلته كانت ملابسه ممزقة و جسمه غير نضيف من اثر فقد الصابون عنه و كان غريب الأطوار
كانت لعائلته منزلاً ريفياً في داخل المزرعة.
وكانت بقية العائلة تسكن قرية بيرومرا القريبة حاليا من سد (دهوك).
بالصيف سابقا في وقت الامان و الاستقرار
كانت تتحول أسرته للسكن صيفا في هذه المزرعة و كانت فيها اغلب الضروريات.
ولكن بسبب الأحداث الدموية و ترحيل القرى و تدميرها من قبل الحكومة العراقية في وقتها تحولت عائلته للسكن في مدينة دهوك القريبة منهم. ولكن بقي (علو )رغم كل المخاطر يسكن في دارهم وسط المزرعة لوحده و لم تكن له زوجة و كانت شخصيته مهزوزة عقلياً و لكن كان نشطاً و خدوما في امور تخص هذه المزرعة من حيث السقي و قطف الثمار بعد النضج و تعبئة هذه الأنواع من الفاكهة في صناديق معدة خاصة خشبية لبيع هذه الفواكه في العلوة.
كان غالبية اهل البساتين تنسحب من هذه البساتين وفق توقيت معد قبل المغرب في كل يوم بسبب الأحداث المؤلمة بين (الپيشمرگة و الجيش. )العراقي
ولكن علو ضل يسكن لوحده في هذه الدار رغم كل المخاطر. المحدقة به وكان يراقب المزارعين حتى ينسحبوا من بساتينهم. فكان هو يصول و يجول فيها و يقطف الثمار الجيدة من مزارع الجيران و ينقلها لمزرعتهم و يخزنها ثم ليضعها في واجهة الصناديق المعبئة بالفاكهة.
لاحظ المزارعون ان هناك فقداً لثمارهم المميزة في مزارعهم دوماً و كثرت تسائلات المزارعين من هذا العمل و بعد ان تطوع عدد منهم لمراقبة السارق تم إلقاء. القبض (على علو )وهو يقوم بالسرقة في مزارعهم بعد ان تركوه يفعل اي يسرق كما يقوم به في كل مساء و بعد ان فتشوا داره تبين انه يخزن هذه الثمار في بيته ليضعها في واجهة الصناديق للفاكهة المعدة للبيع و في اليوم التالي تم إشاعة موضوع (علو )السارق بين المزارعين
وتم الطلب من عائلته بمنعه من ذلك.
علما لم يجرء احد من اصحاب المزارع من التواجد ليلاً في مزرعته بسبب الرمي العشوائي و القصف المدفعي بين فترة و اخرى من قبل الجيش. العراقي. وكان في الليل تكثر فيها الحيوانات الشرسة الوحشية من ذئاب و خنازير و حشية و مختلف الحيوانات البرية المتواجدة في هذه المناطق
وهكذا تم التعرف على سارق جهد المزارعين (علو )الذي لا ولد و لا زوجة له و لكن كانت رغبة السرقة متأصلة في أعماقه ..
Discussion about this post