– حين يهاجمون مستوطناتنا سوف نضرب المدنيين بلارحمة ولن ننتظر حتى نعرف من الذي هاجمنا .
ولا شك أن هدفهم الواضح هو إفناء الوجود الفلسطيني كي يتفرغوا لتحقيق (مملكة داود) الكبرى من النيل إلى الفرات .
وإن الضرب الساحق والمدمر الذي يقصدون به توسيع الاحتلال إنما يهدفون من ورائه تدمير الإرادة الفاعلة بمقاومة التوسع والاحتلال ، لأنه إذا انهارت الإرادة يسهل تحقيق كل أهدافهم بأقل الخسائر .
إن مايتردد اليوم في أجهزة الإعلام الصهيو-أمريكية والأجهزة التابعة لها عند المطبعين يفضح أكبر وأقذر عملية تزييف للقيم الإنسانية في التاريخ العالمي دون استثناء ، لأن وصف الذي يحمل السلاح المقاوم ضد الهمجية التدميرية والإبادة المتوحشة بأنه (مجنون) وفي أفضل الصفات بالطوباوي وغير الواقعي ، هو تزييف للقيم الإنسانية ، وتغطية مفضوحة لوضوح أن العدوان قائم ومستمر سواء بوجود المقاومة أو عدم وجودها ، لأن الهدف الأساسي والأول هو منع إنشاء حضارة إنسانية بعيدة عن الهيمنة ، وخاصة في كيانات (الهلال الخصيب) ، وتحطيم الإرادة في بقية دول الطوق المتهافتة أنظمتها على اتفاقيات التطبيع والرضوخ .
وتزييف القيم الإنسانية يسلك طريق الوقيعة بين أنظمة الكيانات بعد تجزئتها وتوجيه بعضها ضد البعض الآخر لمنعها من التفرغ للتفكير بالتضامن والمواجهة ، فيصبح من السهل على الكيان المحتل أن يفترس كل كيان على حدة مستعيناً بالدعم الأ.مر.يكي لوجستياً وبالاشتراك عسكرياً بقواته الضاربة كما نراه اليوم بالتواجد الأمر.يكي على شواطئ (غ.زة) ، ولتصبح الأرض الأرض الفلس.طين.ية إس.را.ئل.ية بالكامل ، وليكون الغاز والبترول أمر.يك.ياً بحتاً . ولهذا لابد من التذكير الغربي الدائم بصورة (الفل.سطي.ني و العربي البشع) للوصول إلى تزييف القيم الإنسانية الذي تتضح مراحله المتتابعة دون توقف :
– في بدايات القرن العشرين كانت اتفاقية (سايكس – بيكو) في إظهار صورة العربي بصورة المسلم العاجز لأن ديانته تدعو للتواكل وتمنعه من العلم والتقدم وبتبعيته للمرجعيات الدينية التي أقاموها له .
– وفي ثلاثينيات القرن الماضي حلت صورة (القومية) الفرعونية و الفينيقية والبابلية و البربرية واستنهاض الصراعات المذهبية والطائفية .
– وفي الاربعينات المنصرمة كانت صورة العربي الجاهل والقذر الذي يبيع أرضه لينفقها على ملذاته .
– وفي الخمسينات كانت صورة العربي الشوفيني المتطرف لقوميته الذي أمم (قناة السويس) وحقق الوحدة بين سورية ومصر واستكاع بناء (السد العالي) .
– وفي الستينات كانت صورة الطاغية الذي لايلتفت إلى حقوق المواطن ولايعبأ بحقوق الإنسان .
– وفي السبعينات كانت صورته هي صورة الشره الذي يستغل البترول للسيطرة على اقتصاد العالم حيث جاء في قول الرئيس الأمريكي الأسبق (ريتشارد نيكسون) لجريدة (نيويورك تايمز) 1974/05/14 :
” إن الأمريكيين عموماً ينظرون إلى البدو العرب وإلى المسلمين نظرة موحدة وهي أنهم غير متحضرين . همجيون و وسخون وبرابرة غير عقلانيين لايسترعون انتباه أحد أو انتباهنا نحن إلا لأن الحظ حالفهم وجعل بعضهم القذرين حكام مناطق تحتوي ثلثي الاحتياطي العالمي من النفط ، وهو ما حرَّك الأوهام في مخيلتهم المريضة وظنوا أنهم يستطيعون شراء أي شيء أو كل شيء ” .
– وفي الثمانينات بدأ الرئيس الأمريكي (رونالد ريغان) رسم صورة العربي الإرهابي .
– وفي التسعينات تعززت صورة (الإرهابي العربي) بعد افغانستان والتي مازالت حتى يومنا هذا .
وأيا تكون الصورة المرسومة والتي يتم تعميمها فهي صورة الشخص المعادي للحضارة ولايستحق الوجود ومن واجب الأمريكي والغربي والصه.يوني تخليص العالم المتحضر منهم إما باحتلال بلادهم أو بتحضرهم من خلال سلخهم عن دياناتهم وعقائدهم والقضاء على شعورهم الوطني والقومي .
فهل ستكون غ.ز.ة اليوم بداية تكرار لمجازر الهنود الحمر التي كانت في الشمال الأمريكي ؟!!.
Discussion about this post