بقلم … نور الموصلي
يفتح الشاعر باب قصيدته ويدعوني، أدخل بقدمي اليمنى..
المكان مقفرٌ، أقف طويلاً عند المطلع، ألمح أشجاراً يابسةً أخلع معطفي الخمري وأعلِّقه على أحد أغصانها.
المكان معتمٌ، أمحو الحروف القاتمة وأشعل الليالي وأرفع الستائر.
المكان حزين، أتمشى أرى أطفالاً ينزوون يستقبلونني بعتبٍ: “أطلتِ غيابك”، لا أعلم إن كنتُ المقصودةَ لكنِّي أحضنهم وأمسح على رؤوسهم.
المكان مهجورٌ، تطالعني بيوتُ عناكبَ من كلِّ زاوية وتدور حولي زوبعةُ غبار، أنظِّف الجدران وألمِع زجاج النوافذ وأرشُّ ماء الورد، وأزرع في أصيص القافية شتلةَ ياسمين.
المكان فوضوي، أتعثَّر ببقايا أشياء نسائيَّة، أحذيةٍ بالية، حقائبَ ممزقة، أوشحةٍ قديمة، وأقلامِ كحل ورسائلَ يابسة، أفتح نافذة البيت الخامس وأرميها من شرفة قافية النون.
المكان متعبٌ، أغسل أقدام البيت السادس بالماء والملح، وأغلي له كأس نعناع وأقرأ على رأسه المعوذات.
المكان كئيب أضع موسيقا راقصة، وأفتح الشباك للعصافير، وأمسك بأكتاف البيت السابع وأضع يديه على خصري وندور مع الأنغام.
المكان بهيج، يقف الشاعر خارج قصيدته يسحبني معه، نطالعها من بعيد بأعينٍ مفتونة، يوقِّعها باسمه وينساني خارجها.
بقلم … نور الموصلي
Discussion about this post