محمد صالح
كثيرة هي الطرق
التي ضلت خطواتي
وأكثر منها الألوان التي
كنت أظنها شاحبة
ولا تفضي الي شيء.
//
كان الليل لما يزل ينساب دفاقا بين جوارحي
وأنا أحمل على كتفيّ قرية نائية
بشوارعها التى تشبه الأفاعي الصغيرة
وناسها الذين يكملون عشاءهم نوما
وبيوتها التى يعبرها الفرح لماما .
///
عند آخر الحقول
كان ثمة بيت مشرع الأبواب والنوافذ
تصفّر فيه الريح
عند غدوها ورواحها
وفى الليل تتقاسمه الأشباح واللصوص
عنده تتناسل الحكايات وتتواتر
تلوكها العصافير
حين تغدو خماصا
وتعود بخفيّ حنين .
////
ثمة ولد كان يعشق الحكايات
ويفهم لغة الطير
فيطير فى الهواء مع أبطالها
يمتشق سيفا من خيال
وحصانا من ورق
يصارع أعداء غير مرئيين
ثم ينام مكدودا
على حافة الليل .
/////
الطرق التى كانت ،
صارت ذكريات تلوح فى الأفق
وجبالا من حنين
القرية التى أحملها على كتفيّ
أضحت أطلالا
تتناثر من حولي كلما خطوت
بينما دخل الولد
قصيدة ذات مساء
ولما يزل سابحا بين ضفتيها
Discussion about this post