_شِيَم محمّد العبدو
وتُدخِلُ الصّباحَ الوشيكَ في غيبوبةٍ،
تقولُها دونَ أن تأبَهَ للعطرِ الشّرسِ
الّذي يغرزُ أنيابَهُ في كبدِ الفراغ،
تقولُها دونَ أن تُقلقَكَ الأفلاكُ الّتي
شذّتْ عنِ القصيدةِ،
تقولُها بينما العدمُ الأنيقُ ساهرٌ بين شفتيكَ
بينَ زُهدِكَ وشهوتِكَ الّتي تتركُ في التّأويلِ كدماتِها
بين حُمّى الوضوحِ وعظامِ العماءِ الأزرقِ
بين فَتقِ السّكونِ ورَتقِ الشّراهةِ الّتي
تحفُّ نفسَها بالألمِ،
تقولُها وأنتَ تعلمُ أنّ الهربَ قد نهبَ نفسَهُ
منذُ ارتجفتِ النّارُ وتضعضعَ الهواءُ في عناقٍ،
تقولُها ويداكَ ترفعانِ الغيابَ إلى نشوتِه:
” اقترِبي!”..
* * *
ثمّةَ غدٌ مُحتَجزٌ في أمس
هل سيعثرُ الضّوءُ على السّرِّ _المفتاحِ؟!
أم سيلهثُ الخفاءُ تَعَباً وهو يعضُّ على بلاغتِه؟!
فلتَقتَسِمْ معي أنفاسَكَ
ليَعرى العراءُ ويلتَهمَني جسدي..
أحتاجُ أن تحتاجَ
وتدفنَ صرختَكَ اليتيمةَ في جوفي
أحتاجُ أن يعبرَ لسانُكَ
وشمَ النّهرِ الّذي يستيقظُ في فمي
ويتّسعُ _باحتضارِ الماءِ_ بينَ فَخِذَي..
أحتاجُ أن يتشابَكَ صَوْتانا في رعشةٍ واحدةٍ
أحتاجُ أن يَضحكَ بكاؤكَ
ليصيرَ امرأةً تُشبِهُني!..
* * *
يصيرُ اسمي في فمكَ حديقةً
ويُورِقُ الخيالُ في نداءاتِ اللّمسِ..
تفورُ الموسيقى في شاماتِ عنقي
حينَ تلمسُ في كفّكَ أعصابَ اللّونِ الشّتويِّ..
تُغنّي النّافذةُ الّتي لَبستِ السّهرَ
ويُفوِّضُ السّرابُ حَقيقتينِ
لِتُفسّرا وجهاً مأخوذاً بوجهِهِ،
لِتُخزّقا الأسماءَ الّتي لا تعني ضدَّها،
ليُقامرَ اللّيلُ بأحزانِنا
ويخرجَ من زنزانةِ الفضاءِ إلى حفيفِ الضّياعِ،
لتَنتحلَ الظّلالُ الفَناءَ
ويرميَ القمرُ الرّضيعُ مشيمةَ الضّوءِ
على سطحِ العاصفة،
لتنتشلَ شجرةُ العُزلةِ
تُربةَ السّماءِ من الوَسَنِ
وتُخمّنَ الأبوابُ أسبابَ سُعالِ الخوفِ،
لِتُجَنَّ الحكمةُ
ويقذفَ الصّمتُ منيَّ الموتِ في حلقِ الحياة..
Shiam Alabdo
Discussion about this post