تنديار جاد
مع كل الأشياء العزيزة التي تركتها خلفي
مع صورتي بعمر السنتين
على باب خزانة عتيقة
حيث صارت ضحكتي حينها
حطباً للنساء اللواتي
يدللّن أسنان أطفالهن
بالقمح المُحلّى
مع آخر ما تبقى من قطع الطباشير المسروقة
حين كانت أكبرُ ذنوبنا أن نعود للبيت
بأصابع متّسخة بالغيم
كبوابة بيت العائلة
التي يخرج منها ألف جمل
لكن لا شقّاً بسيطاً لخروج يمامة
تحاول الهديل بعيداً عن نشاز المفاتيح
صرت بعيداً
كرائحة الفساتين المستعملة
حين كان العيد لي
أن تضيقَ على جارتي
كوجهي الذي تركتُه معلّقاً على خمسة أصابع
حين كفرتُ بأفعال الأمر
وهربتُ حاملة على كتفي أوّل اللاءات
وجلداً مغربلاً
تسرّبت منه الصفعات
كحضن أمي الذي ظلّ حلماً عصيّاً
لأعرف أنه من الممكن أحياناً
أن توّرثَ الأمومة
من جُب أشواك
صرت بعيداً جداً
تماماً كحقيبتي المدرسيّة
كان عليّ أن أنساها
ولا أكتب عنها
لولا أنّي فقط أنسى
وجع المسطرة على يديّ
والندم الندم
حين أهملتُ واجبي
وقضيت الليالي
أملؤها بالأمل والأمنيات
وأرسم على جيبها
خروفاً سميناً
لأخفي عن أصدقائي تحت صوفه عبارة:
“هِبة للفقراء” ..
Discussion about this post