عبدالعزيز الصوراني
سورية
على شَاطِئِ الأيَّامِ أرفَعُ كَفِّي
كَمَن يَرقُبُ الآتِينَ
أرقُبُ حَتفِي
وأرقُبُ مِن خَلفِ الرُّكامِ بِغُربَتِي
بَشِيرَ انقِضاءِ العُمرِ
يَركُضُ خَلفِي
مَلَلتُ انتِظارَ الصُّبحِ في كُلِّ لَيلَةٍ
ومَا أيُّ صُبحٍ بَعدَ صَبرِكَ
يَكفِي
حَياتِي ومَوتِي شاهِدانِ بأنَّنِي
تَرَكتُ احتِمالَ المَوتِ
يَسكُنُ طَرفِي
يُُنادِي. فَأُصغِي.
هاكَ وَجهِي. فَلا أرَى
وقَلبِي أصَمٌّ، بِالبَداهَةِ يَنفِي
أرانِي بِلا وَجهٍ وحُلمِي بلا يَدٍ
وقَلبِي يُوارِي في ذُهُولِيَ
خَوفِي
أنا سَيِّدُ الأحزانِ دُونَ مُنازِعٍ
وماعادَتِ الأعيادُ
تَجدَعُ أنفِي
قَوِيُّ ضَعِيفٌ هادِئٌ مُتَذَمِّرٌ
كأنَّ اشتِعالَ الرَّأسِ
يَثلِمُ سَيفِي
تَغَرَّبتُ عَن نَفسي لِخَمسِينَ مِيتَةٍ
فأحمِلُ نِصفِي ثُمَّ
أقبِرُ نِصفِي
وما كُنتُ في هَجرِ الحَياةِ مُخَيَّراً
ولَكِنَّ بَعضَ البأسِ
نُقطَةُ ضعفِ
كتَبتُ عَنِ الأحياءِ كُلَّ قَرِيحَتِي
فَما غادَرَ الأمواتُ
صَهوَةَ حَرفِي
وكُلُّ بَيانٍ كُنتُ يَوماً أذعتُهُ
عَنِ المَوتِ في أرضِ المَعَرَّةِ
مَنفِي
على شَاطِئِ الأيَّامِ أرفَعُ كَفِّي
Discussion about this post