قيس عبدالمغني / اليمن
وُلدتُ بخطأ ما كلّفني عشر دقائق من حياتي
ربّما بضع دقائق فقط
لكنّها كانت كافية لتثيرالحرائق في أحراش يوميّاتي
” أعيش متأخّراً عن الجميع ببضع دقائق ”
وهذا ما جعلني أفشل دائماً في الوصول في الوقت المناسب أوالمحدّد
وهذا نفسه ماغذّى فوات فرصي و تعثّر مواعيدي
ببضع دقائق خيّبت ظنّ الكثيرين بي ..
خسرت وظائف جيّدة وأصدقاء مميّزين وأحذيةً ثمينة وجديدة
ببضع دقائق
ذبلت ورود بين أنامل نساء جميلات
أنتظرنني في مقهى أو حديقة
أو في فعاليّة أدبيّة مملّة
ببضع دقائق
خضتُ طوابير طويلة بلا جدوى
و وصلت إلى نوافذ يتمّ إغلاقها في وجهي بهدوء ..
ببضع دقائق
مزّقتُ قصائد مدهشة لأنّ هناك من سبقني وسارع بالتقاطها
ببضع دقائق
خسرت حبيبةً ملموسة وهاتفاً ذكيّاً ومقعداً في كلّيّة الهندسة
لكن دائماً هناك أمرٌ جيّدٌ في كل خطأ
إنّه وحين تحلّ القيامة
ويجرجر الجميع إلى محاكم الله
سيكون لديّ وقتاً كافياً
لأدخّن سيجارة أخيرة وأنا أراقب نهاية العالم من نافذة مفتوحة
و سأحصل أخيراً على بضع دقائق
أعيش فيها وحيداً على هذا الكوكب .
Discussion about this post