“مآذن الروح”
تصدح :
إلى من يهمه الأمر
– أنيقةٌ عباءةُ الصبر تقاسمُ الغيمات معي إرثَ المطر
يطرّزها حريرُ التخلّي
وقصبُ الثبات..
حذارِ..لاشيء في هذا الوجود يستحقُّ
أن تنزعها عن
أكتاف الكبرياء..
♡
عميقةٌ منذ الأزل
واحةُ الثقة ..
مظلَّلةٌ بطهر غمامةٍ من نور..
محاطةٌ بسرب أمنياتٍ مولودة من رحم
المستحيل..
♡
هناك..على امتداد حقول الوعي..
على بعد صحوة وغابة ندم..
تقيّأتُ ذاكرةً بغيضة بكلِّ
ما فيها من أحداث وأشخاص..
ومواقف..
بوطاويط ليلها بأصحاب فيلها
بكيد منافقيها..
تبرّأتُ من جهلي
حطّمتُ مرايا امتهنت الخداع
على مدِّ البصر ..
توضأتُ بكوثر الرضا ورحتُ أرقبُ ثباتاً عجيباً زرعه الله في قلبي كشجرة خيزران وارفة الهدوء ممتدة الطمأنينة..
♡
(الزمان).. أظنّه الألف الأولى بعد الصبر..
(المكان).. لاشيء أبعد من قلبي الآمن كحضن أمّ.. المبلل بندى الحلم
الدافىء كزهرة لوتسٍ خبِرت كلَّ فصول الحياة
“وعمداً دفنت ربيع فصلٍ مخادع”
كأنّي بالمكان محاطٌ بأسرابٍ من الملائكة
دافىءٌ نقي.. أشبه بإحدى حدائق الجنة
أتساءلُ حين دهشة..
ترى!! كيف لبشاعة الأزمات أن تخلقَ فينا كلَّ هذا الضوء؟
كيف لها أن تهدينا
حصنَ قلعة..
بعد أن كنا محضَ دمعة في عمق الجرح..؟
هنا..على مقربة من روحكَ الآمنة لن تكترثَ بقبح النوايا..
لن تسمعَ وسواساً خنّاساً يأتي بك إلى الهاوية مقيداً بأصفاد الوهم..
♡
هنا..وسط هذا الترف المؤثث بالرضا ما كان لقلبي أن يسمحَ لطفيلياتٍ خبيثة أن تستفزّه برخص فكرها وقبح أساليبها
طفيلياتٍ وضيعة اعتادت أن تسبحَ منذ نعومة خبثها في بحيرة عهر ..
تربّي قبائلَ شياطين في سراديب نفسها الأمّارة دوماً
بالسّوء ..
بل تركتُها فريسةً هشّة لنيران أحقادها فقد أبى كبريائي أن تستدرجني من جديد لخوض معركةٍ لا ناقةَ لقلبي فيها ولا جمل..
♡
كنتُ سعيدة جداً وأنا أشهدُ ولادةَ الثبات في حقول البنفسج بينما يتخبّطُ النرجسُ البغيض في جحيم عاره وقبح نرجسيته
كنتُ أشعرُ بانتشاء
المنتصرين
بينما تزهرُ على شفتيَّ ابتسامةَ المنتصر الواثقِ كاليقين..
ما أجمل أن تشعرَ أنّكَ مازلتَ شوكةَ صبّارٍ عالقةً في حلقِ حاقدٍ حاسد
هي ذي..مازالت تدورُ في فلكي..
بينما مشغولة أناملي بحياكة معاطف النور لحرفي..
وبغزل شالات الألق على شبابيك بوحي..
♡
على سبيل الغباء
تعتقد كفُّ العهر أنها تحرّكُ اللوحة..
وعلى سبيل الثبات ..يشعرُ قلبي بالامتنان لله أنّي خارجَ لوحةِ الخطيئة هذه.. وأنَّ أصابعَ الغدر مازالت ملوثة بعار ذلّها والخيانة
♡
على سبيل الغطرسة..
إحداهن..
لاتؤمنُ بصوت المآذن تصدحُ
في مدن الأرواح..
لاتؤمنُ بمن يسنّون
سكاكينَ الربّ
بوجه الطغاة..
يجيبُ قلبي الآمن ..
وحدهم الحمقى المطرودون من رحمة الله
لا يحتمون بسيف الإله..لا يلجأون
لخيمة الدعاء..
ينزعون عباءةَ الله عن جسد الفضيلة..
يفقأون بمدية الفجور عينَ الحقيقة ..
ألا..فلا نامت أعين القبح في وجه الرذيلة..
وحدهم الحمقى
يا عليلةَ الإيمان
يا سقيمةَ الدين
يا عديمةَ الكرامة
يتيهون في صحراء غطرسةٍ جوفاء..سرعان ما تجعل سعيهم هشيماً تذروه الرياح في دروب العمر..فسبحان من سيأخذهم
أخذ عزيز مقتدر..
وسبحان من لم يترك منهم على الأرض فاجراً ديّارا..
♡
والآن اعلموا أيها الحمقى..
واسعة مساحات الضوء في قلوبنا
شاسعةٌ دروبها في خطاوينا..
ضاربةٌ في عمق المدى البعيد يأبى فيها النور أن ينكرَ انتماءه لطهر السماء..لمآذن الأرواح تصدح بفضائل
{ذلك تقدير العزيز العليم}..
ويأبى الخُلقُ فينا آنفاً أن لايحتمي بسيف الإله..
♡
أيها الحمقى..
واسعة مساحاتُ الضوء..مالبثت تهديني من فضل الله عطرَ أمان في لجّةِ الخوف
تمنحني صكَّ براءة من تهمة ذنوبٍ ما ارتكبها حبري ولا تدنّست بها عفّةُ مدادي..
ميمُ المحبة أنا
طمأنينةُ صلاة في مآذن الروح..
وفي دروب الذاكرة وشمٌ أنا في ياء اليقين
بقلم
Mai Assaf
Discussion about this post