لك أنْ تمرَّ على انتصاراتكَ بعينٍ جافة
ولي أن أبلل عيني كنهر
لك أن تنتشي بفرد عباءتك المزيفة
ترسم لوحة مرمر من وجع الفتيات الملدوغات
وتطلق دبابيرك نحو خطاهن التائهة
لك أن تعشق اثنتين وثلاثا وتعدّهن حتى المئة
ولي أن ألملّم شظايا قلوبهن من ورائك
لك أن تسقي الأيام اليابسة بطيشك الشائب
تلهبهن بعمق في آبار قلوبهن
تلسع كبرياءهن المزيف
وأنا ألهمهن كتابة الأشعار وطقوساً غريبة تريحهن
لك أن تعيش ألف امرأة
وألف حب
وألف صدى
تنثر نطافك في أسرّة مكسورة الأقدام
تتأخر أكثر في مواعيدك الغرامية
تحمل على ظهرك أكياس الهدايا
وفردات الأحذية للأميرات التعيسات
لك أن ترسم بورتريهات لأجسادهن العارية
تترجم صراخ نشوتهن في سيرة يومياتك
مختالاً كالديكة النافشة
فاتحاً جناحي غرورك
لك أن تغرز أعينهن بإبر كثيرة لئلا يمسّك الحسد
لك أن تلملم حروف اسمك من أفواههن
وتنير عتمتك من جدائلهن البراقة
لك أن تتهمهن بالحب الكثير
وتجرّعهن كؤوس الخذلان
تثمر في قلوبهن زهوراً ذابلة
وسياط بغال تلدغهن عند كل ذكرى مارّة
لك أن تدور في أفلاكهن
وتصفع الدقائق التي جمعتك بهن
لك أن تكون زيراً
و دونجواناً
لك أن تفعل الكثير
لكنني أوقن جيداً
لن تكون أنت كما كنت
لن تكون ظلك دون ندبتي:
غرزتان في أعلى يسار جسدك
تحت الضلع الثالث
كل زفرة ستذكّرك
بقلبٍ صغيرٍ كان هنا
ساقته السنونوات نحوك يوماً
كصيادٍ ملول كششته
ياصديقي
أنت الآن هالة سوداء
تدبُّ الأرض وتتنفس من ندبتك
ولن تكون حياتك حياتك
فماقبل الندبة لايشبه أبداً لما بعد الندبة
بقلم رودي سليمان … سوريا
Discussion about this post