أعرفُ أنَّكَ قَميصي الذي يُشْعرني بدِفء القلبِ حتَى الإحْتراق أحيانا ..
أعرفُ أنَّكَ تؤلِمني لشَفافيَّةِ أوتارِكَ وأنَّكَ تَتَذوَّقُ رَهفَ النَّحلِ والورْدِ ،تُتابعُ بِتَلَصُّصٍ ملِكةَ النَّحْلِ واليَعْسوب ،تقومُ بعَملِيَّاتٍ اسْتِشْهادِيَّةٍ وَهْمِيَّةٍ على حدودِ القريَّةِ مع المُحْتلِّ وتعودُ بعدها بقصِيدةٍ فاتِنةِ الإنْتصار…
تُلامِسُ تَنانِيرَ الجميلاتِ عن بُعْدٍ وتُلَوِّنُهاعيناكَ عِشْقا ..
تَرتمي بجانبِ حدائقِ الشُّهداءِ وتُعفِّرُ قلبَكَ وأناملَكَ بِمُتابعةِ حكاياتِ ومراثي أحِبَّائهم…
لا تنامُ إلاَّ والعالَمُ والكُرةُ الأرضِيَّةُ تفوقُ سُرعةُ حركَتِها سُرعةَ تِدَفُّقِ دَمِكَ بين الصُّخورِ والأشْواك ..
تَتَذَكَّرُ الخادِماتِ الأجنبيَّاتِ في المنازلِ اللَّواتي قُتِلنَ او انْتحَرْنَ بعِيداً عن بسماتِ ودموعِ أطفالِهِنَّ الشَّارِدة ..
أعرفُ أنَّكَ تلومُني _أيُّها الشِّعرُ _لِأنَّ في جُعْبتي أكثرَمن ديوانين مُهْملين كأوراقِ الوَردِ الجافَّةِ من حبيبةٍ مَجهولةٍ غَنَّتْ لها فيروز وسَرَدَتْ قِصَّتَها املي نصرالله وماتَ جُبرانُ وهو يَتألَّمُ مُتَيَّماً بها..
أعرِفُ كُلََ شيىءٍعَنكَ أيُّها المُلتهِبُ كالبراكينِ ولكِنَّكَ في قلبي جذْوةُ عِشْقٍ ،أقْبَلُها كَيفما كانتْ لِأنَّ حياةَ الشُّعراءِ كُتلةُ لَهَبٍ وحُبٍّ !!
تيسير حيدر _ لبنان
Discussion about this post