قصة قصيرة بقلم
الكاتب أنيس ميرو- زاخو
( رمزي) طالب في الصف الاول متوسط في مدينة ( دهوك)……
في احد الايام ذهب( رمزي) مع زوجة عمه( فاطمة ) التي كان عرسها قبل أسبوع من عمه ( خليل) لدار ذويها حيث كانت العادة تقتضي ان يقوم احد من اقرباء العريس بايصالها لبيت ذويها…..
( رمزي) انبهر من كثر وجود الفتيات ممن حضروا للترحيب بالعروس( فاطمة ) من صديقاتها و قريباتها….
للاستفسار منها عن أمور خاصة او كانوا متشوقون للترحيب بها….!!!
بسبب الأوضاع العسكرية و القتالية مابين (البيشمرگه و الجيش )في المناطق الريفية على امتداد المدن ومنها مدينة ( دهوك)
و بقية المدن الأخرى… لجأ اغلب سكان القرى للنزوح لهذه المدن القريبة منهم لتامين ارواحهم و سلامة أطفالهم من القصف المدفعي العشوائي و طيران الجيش….
كانت المساكن قليلة و غالبيتها مبنية من الطوب البلدي…..
بسبب عدم امكانية دفع الإيجارات الكبيرة من قبل أغلبهم استأجروا دورا تحتوي على غرف كثيرة حيث سكنت كل أسرة في غرفة واحدة…..
بعد اذان المغرب كانت غالبية العوائل تقصد سطح الدار من اجل تناول العشاء
كان اغلبهم يمتلكون ساتر من قصب البردي او القماش الابيض لاحتفاظ كل اسرة باستقلاليتها بالنوم او تناول العشاء
بعد تناول العشاء من قبل هذه الاسر بدأ حضور الصديقات و الاقرباء ممن يسكنون بالقرب من دار ( اسرة فاطمة)….
انبهر ( رمزي ) من كثر حضور الفتيات و أحاديثهم المختلفة ….
لكن القدر اختار ( لرمزي) حدثاً زلزلت كل كوامنه رغم صغر سنه حين سمع صوت
الفتاة( زهرة) ورنة تهجيها للكلمات
كانها كانت تعزف على اوتار قلبه و سمعه
وحين انتبه لملامح وجهها و عينيها دخل عشقها لقلبه بلا استأذان…..!!!
(رمزي) انبهر ب( زهرة) و لاحظ ان الفتاة( زهرة ) تسترسق النضر اليه
كلما سنحت لها الفرصة…..
بعد هذا اللقاء العجيب و الغير متوقع اصبح رنة كلماتها ونظراتها تلاحق ( رمزي) في كل مكان….
لقد دخل حبها لقلب ( رمزي) بلا استأذان
بل اصبح يترصد الفتاة في اي مكان قد تشاهد فيها…. بسبب الواقع الاجتماعي المتزمت لم يتمكن من الالتقاء معها بل زياراته المتكررة لمنطقة سكن حبيبته خلقت ( لرمزي) مشاكل اجتماعية من فتيان الحي ومن بعض اقرباء الفتاة و لكن كان ( رمزي) لا يأبه بمثل هذه المشاكل….
كانا عن بعد شديد يحاولون ارسال إشارات عبر مسافات بعيدة …
كان يلوح هو بيده و هي ترد بتحيته برفع الكتاب للأعلى…..
في يوم ما قصد( رمزي ) كالمعتاد (تلة )
مرتفعة قريبة من سكنها لمح ( رمزي) عن بعد خروج احدى الفتياة من دار( زهرة) و اتجهت نحوه و ببطىء شديد توجهت هذه الفتاة لمكان تواجده فيه بل بعد ان اصبحت قريبة منه تبين انها حبيبته( زهرة) وكان الوقت عصرا متأخرا و حين اصبحت قريبة من ( رمزي) ابتسمت له ونظرت اليه بنظرة شلت قدرته الفكرية و الجسدية توجهت نحو اسفل التلة التي تطل على الغدير و بساتين
الفاكهة حيث ان ذويها يمتلكونه مزرعة في هذه المنطقة حينما اصبحت على ضفة الغدير جلست بالقرب من ضفة النهر و بدأت برمي حصوات صغيرة باتجاه مياه النهر كانها تدعوا ( رمزي) للتوجه اليها و لكن كان ( رمزي) من شدة هذه المبادرة التي لم يتوقعها منها شلت قدرته على التعامل مع هذا الحدث الذي يترقبه منذ سنوات كثيرة….
بقي ( رمزي) يطل عليها من مرتفع ما و لم يبادر ان يتوجه اليها بسبب ما أصابه من ذهول و عدم تصديقه للموقف رغم انه حقيقة….
بعد انتظار طال مداه من قبل ( زهرة) لم تتحمل خيبتها من( ردة فعل رمزي) وعدم مبادرته للتوجه اليها و التحدث عن الآمور. التي تخصهم….بعد مرور هذه السنين
لقد رمقته بنظرة عتاب و اشمئزاز لموقفه المحبط……؟
قامت من مكان جلوسها و عادت باتجاهه وحينما اصبحت قريبة منه نظرت اليه بنظرة عتاب و عدم تصديق لموقفه المحبط ورجعت محبطة لدارها كما اتت حيث كانت هذه الفرصة الوحيدة وجها لوجه طيلة كل هذه السنوات…..
لم تخمن بما حصل من ذهول لدى ( رمزي) بسبب قلة خبرته بالحياة
وبسبب طبيعة التشدد و الطبيعة المتشددة اجتماعيا…… في وقتها..
بعد هذه السنين من الحب و تحمل عتبات ذلك من سهر وعذاب علما كان سن رمزي صغيرا و لم يتمكن من خطبتها بسبب عوامل عديدة كثيرة
لقد انتهت هذه القصة المؤلمة البريئة
بهذه الصورة التي قد لا تصدق و لكن كانت كما تمّ ذكرها بصدق……..؟!
Discussion about this post