بالأمس حين كنتُ أهواك أيتها الألق البعيد
كان النجمُ يرشُ الليلَ بضوءٍ على خديكِ يُبيد.
من سطح البناية حيث الهواءُ يكتب قصائدنا
كنتُ أرسم بأناملي على الهواء اسمكِ
وألقي للعابرين بالأحلامِ من دون تحفظٍ أو حدود
أتذكرين؟ على الكراسي الخشبية
كنا نعقد العهود.
كانت القهوة تغلي بيننا والضحكات
ملء الجدران والأماني تنبض بين الضلوع
كنت أهديكِ الأغاني وأكتب على النوافذ
قصائد من ندى وريح
لم يكن الخريف يعنينا لم نعبأ بالأوراق الساقطة
لأننا كنا نزرع في كل ركنٍ وردة
نحتفي بكل لحظةٍ كأن الزمان لنا
لنا وحدنا
كنت أخبئ الشمس تحت وسادتك
لتشرقي كل صباحٍ جديد.
أما الآن حين أعبر الشوارع التي جمعتنا
تلك الأزقة الضيقة تبكي أصداء خطانا
أسمع صدى ضحكاتك تتلاشى
في الأفق البعيد وتغرق النجوم في محيط عينيكِ الغائبتين
لم تعد الأماكن تعني بدونكِ إلا خرائبَ الذكريات.
أيا امرأةً كانت هنا تحت سقف هذا القلب
خلعتِ الحبَ ورحلتِ بصمت
كما يرحل الربيع عن البستان تاركاً وراءه
خريفًا لا ينتهي وثمارًا لم تعد تنضج.
في الأمس كانت الأماني تنمو بيننا كشجرة تينٍ عتيقة
أما اليوم فكل شيء يذوي حتى الحنين.
فأين أنتِ الآن؟
بين أي زحامٍ تائهٍ تختبئين؟
كيف للزمان أن يطوي صفحتنا
وينثر رماد أحلامنا على أعتاب الليالي الباردة؟
ما زلت أبحث في الوجوه
أتلمس في الأصوات ضحكتكِ
وأبني من خيالي قلاعاً
لعل الذكرى تعود
لعل القلب يجد بردًا للوعته في حكايا مضت
لم تعد سوى صدى بعيد.
بقلم الشاعرة
ربيعة بوزناد
Discussion about this post