كم أنت وحدك
وراء أسوار الحقيقة
تحب في العلن
والروح ذاع أريجها شروقا
تحب في السر
والحب نبض يسري بين الصلب
والترائب
تحب والحب زاد المعاد
ورزق الزاهدين
كم أنت وحدك
وأنت تبحث عمّا ليس موجودا
في الأفق
تكتب نصف الحلم
والنصف الآخر جامح
لا يُروّض ولا تكتمل الجاذبية
كم أنت وحدك
وأنت تنشد الكمال في النقص
والجمال في مواضع القبح
كم أنت وحدك
تجمّع رحيق الندى
لتملأ البحر
والبحر عورة لا يسترها الماء
كم أنت وحدك
وأنت تراكم نجوم السماء
في غربال يسرّب الأحلام
وتمتصّها إسفنجة الأيام
كم أنت وحدك
في تفرد فكرك
بفضح خبث نوايا الآخر
كم أنت وحدك
في زحمة الفصول والمواسم
كم أنـت وحدك
والحيرة تطحن عظامك
وسؤال يتثاءب على شفتيك
ترى بما يغتسل الماء
إذا جامع الريح ؟
وبما تتطهر الأفكار إذا ضاجعت
السراب
وأنجبت الصواب؟
فهل يعد الصواب لقيطا
في زمن أغبر
يغازل طيف الرذيلة؟
كم أنت وحدك
وأنت من وراء القلاع والحصون
تعانق أرض البرتقال الحزين
وتمسح على عنق جواد صلاح الدين
وتشحذ خنجر الكرامة
ومعارك الثـأر مؤجلة
وعقارب الساعة ترادفت
كم أنـت وحدك
وأنـت تعفّـر السماء بوحل وطين
ويكبر في روحك كمّ الشجن
وتصغر في عينيك كل المحن
وكم أنـت وحدك
وأنت تشهد وأد حلمك اليتيم
ذاك الحلم الذي أُجهِضَ
وهو في البطن جنين
فمتى تشدّك لهفةُ عذراء
ومتى تكبر في عالم الحقيقة
فائزه بنمسعود
12/4/2024
Discussion about this post