نيزك عابر

مفيدة بن علي
لا يحملني إليك شيء
كما يحملني الشّك واليقين
و يحملني ذلك العشق المبين
وأعبر ..
كما لا يعبر الجسد المحدود
وأتخطّى الشائك والحدود
وأعبر كما لا يعبر العابرون
وأنفذ إلى الحقّ بما أوتى
و أعرف أنّ الله حرّرني
و ملّكني زمام أمري
ولكنّهم لا يفقهون
وبين كفّيك .. أنبت
كما تنبت نجمة في حضن السماء
وبين كفّيك أعرف كيف أكون
وكيف أمرّ في أقبية الوهم
وكيف أضيع
وكيف أسير على الجمر
وكيف أطأطئ وكيف أطيع
ثمّ يشربني عطشي
و أنتهي ودقا يظمأ إليك
سأكبر مرّة
سأصغر مرّة
سأكون امرأة مجرّدة
من قبَس الحياة
من نفس يبقيها على قيد الوهم
والتساؤلات
سألوذ بالموت المقرّر
سأنتمي إلى الزّمن الغابر
سأنبت كما تحبّ
في جوف المقابر
صرت لا أتقن الحياة
ذهب شغف الخطّ بالحبر
بالليل بالنجم بالقمر
وجفّ إكسير الرّوح
من عمق المحابر
وحرقة تتأجّج ..
وسؤال .. من عَشّاق الضّوء
أيسر الصدر
يخفر عمق العمق
أحقيقة كنت
أم كنت مجرّد نيزك عابر !

مفيدة بن علي