دلفت نحو الشاطئ اتفقد القوارب التي تعانق الرمال. أنظر إليها وقد تسرب منها البعض من أحلامي. كنت أحاور دفتها اليمنى واطلب منها ان تسارع لتخبرني عن موعد الإبحار. الصياد الذي كان يهمس إلى الشباك الرمادية أهداني خيطا وطلب مني أن أرتق كل الخيبات. لا شيء يمشي على جلجلة البرك في هذا الفؤاد سوى نفدات من ملح البحر حتى وإن سمج طعمه.
بحثت عن المجاذيف ولم اطلب المساعدة من السمك الأزرق الذي مل الأعماق وجاء يبحث عن جرعة حب بين الرمال. وحده الموج يستقبل كل القوارب ولا يتساءل عن الركاب وحدها السماء تمنح اليقين.
هكذا هي المرافئ التي لا يلجأ إليها الجنود المنتصرة ،تترقب أجراس الحنين ،تجر أحذية بالية ،ترسم على الرمل كل تفعيلات بحور الشعر وهي تستعد للغوص.
كنت اسمع اهازيج القوارب وقد ملت معانقة الرمال. فتحت حقائبي ورميت بسهام عيني نحو الأفق فتدفق حبري فوق الورق فرأيتني أكتب خاطرة الوجع
سهام مصطفى الشريف ..تونس
Discussion about this post