[إني عشقتكِ في الخريف]

إنِّي عَشقْتكِ في الخَريف

أُقسِم بحقِّ العاشقين وبكلِّ من ذاقَ الهَوَى

أو ذابَ في سحرِ العيون أنِّي عَشقتُكِ في الخَريف

ويردُّ قلبِي قَائلًا ومُكذبًا قَسَمِي:

إني عَشقتكِ في الربِيعِ وفي المَصِيف

ويزيدُ عِشقِي في الشِّتاءِ وفي الخَريف

==========

أقسم بحق العَاشقين  أنِّي عشقتكِ في المساء

أنِّي عشقتكِ في الغروب

وعشقتُ همسَ الموجِ يعزفُ باسِمًا

فيذوبُ  قلبُ الصخرِ للحنِ الطَروب

ويردُّ قلبي قائلًا ومُكذبًا قَسَمِي:

إني عشقتكِ في المساءِ وفي الصَباح

وعشقتُ فيكِ ملامحَ الغيدِ المِلاح

وعشقتُ كفَّ البحرِ داعيةً لكِ

بشروقِ شَمسِك دائمًا أبدًا ونورُ الشَّمسِ يَهمسُ للبرَاح

============

أُقسَم بحق العاشقين   أنِّي عشقتُ شوارعك

تمشِي مع الموجِ الهُوينَى تُنصت لهمسِ السَائرين

وعشقتُ موجَك هادرًا ومُزمجرًا

وعشقتُه حينَ  الهدوءِ المُستكين

وعشقتُ فيكِ مواسمَ الحبِّ التي تحيا بجنتِها قلوبُ العاشِقين

فيردُّ قلبِي هادرًا:

إنِّي عشقْتكِ قبلَها وعشقتُ شمسَ نهارِك

وعشقتُ فيكِ شعاعَ شمسِ غروبِك

يبكِي الفراقَ وباسطًا كفَّ الحنين

وعشقتُ ومضَ عيونِ بحرِك عندما

يُمسِي القمَر يَغزل حَكاَيا السَّاهرين

وَسَلِي النوارسَ تعتلِي أمواجَ قلبي

ترقُص بأجنحةِ الأنينِ مردِّدة

ألحانَ نبضِ القلبِ يسبقُها الصَدى

تهفُو إلى شطآنِ حبًّ خالد ترسو وفي أحضَانِها قلبِي الذي

يرنُو هواكِ وسحرَ خطوِك يحتَذي

=========

أُقسم بحقِّ العاشقين

أنِّي مللتُ خداعَك  شُلَّت أيادِي الخَادعين

وكرهتُ مَن يعبث بوجهِ حبيبتي

ودعوتُ أن تبَّت أيادِي العابثين

لم يسمعُوا من عزفِ موجِك نبضةً

تُحيي بدقتها  قلوبَ  الساهرين

=======

تسأل زهورُ الفلِّ أينَ جذورها؟

فتجيبُها عنَّا دموعُ  الياسَمين

من يذبحُ الأشجارَ في روضَاتِها؟

من يهدمُ الأوكارَ للطَّيرِ الحزين؟

يغدُو بلا غصنٍ يُغني فوقَه

يغدو شريدًا مثلَما قلبي الحزين

========

في كلِّ ركنٍ من هواكِ صورةٌ

تُحيي لنا الذكرى فيذبحُنا الحنين

كانت عروسَ البحرِ صارَت أرملة

أكذوبةٌ كُبرى يُردِّدها لسانُ الشَامتين

باللهِ كيفَ يُقالُ: صرتِ أرملة؟

والبحرُ حيٌّ هَا هُنا وَبرغمِ أنفِ الكَاذبين؟

بقلم الشاعرة رجاء حسين