عندي قصائد لا تطيع
تأبى عليّ و أستطيع
عندي قصائد لم تزل
مخبوءة بين الضّلوع
فيها اشتعال كاللّظى
فيها شقوق كالصّدوع
قد أقلقتني أنّها
ما عندها عندي سميع
أبكي على نفسي بها
من غير تذريف الدّموع
فالدّمع عندي لفظة
حمراء ضمّخها النّجيع
هذا أنا يا سادتي
قد راعني الحق المريع
أنّا بأعداد الحصى
لكن كماشيّة القطيع
إنّا غثاء تافه
كالقشّ لا بل كالضّريع
ما همّنا إلا الهوى
مستنقع فيه الجميع
يا للهوان و أهله
إنّ الوضاعة للوضيع
نبكي إذا جعنا ، و لا
نهتمّ للشّرف الرّفيع
صرنا نباع و نشترى
بئس المبايع و المبيع
يا ويحنا من أمّة
صارت مثالا للخنوع
قد فرّطت في مجدها
و اسمرأت حال الهجوع
قد سلّمت لعدوّها
و استسلمت حدّ الرّكوع
ألقت إليه بنفسها
فعل الضجيعة للضّجيع
قد مكّنته و سلّمت
حتى المزارع و الزّروع
و اليوم ما من عاصم
أو دافع أو من شفيع
إلا اللّحاق بمن لهم
سبق إلى الرّكن المنيع
و على الجهاد تعاقدوا
و تعاهدوا ألاّ رجوع
و مضوا إلى أقصى مدى
في دكّ أصحاب الدّروع
من غزّة انطلقت بهم
همم مؤجّجة الوُلوع
إنّي لأشهد أنهم
فاقوا الكواكب في السّطوع
و بهم ستظهر أمّتي
و تعود أيّام الرّبيع
الشاعر بشير العبيدي.
Discussion about this post