تسلّمَ حبا تسلّمَ قلبا طاهرا نقيا يشعّ عشقا، أطفأ بريق الحب فيها وسلّمها للرياح تذروها رمادا وأفل كنجم فاجأته عين الشمس…
أتاها يعاني الضياع ينام على قارعة الحب ،يتحسّس ريحه عن بعد ولا يقربـه مخافة الاحتراق لأنّـه يرى الحب لعبا بالنار ،ومن يلعب مع النار يحترق حتى العظام حتى النخاع…
ليست له شجاعة اكتشاف هذا العالم الساحر العجائبي ،حيث يراه في الأساطير فقط…
فقيس وليلى حبيبان من بلاد العجائب وحتى قصة راوية ابنة الجيران وحبها لبرنزي البشرة لا يعترف بها،
هو الذي عايش راوية وشهد مأساتها بكل تفاصيلها الأليمة،وبكاها يوم تشييع جنازتها بل ورثاها…
راوية الجميلة التي عشقت لمعان البرنز وعشقها لدرجة أنهما لعبا لعبة الموت وكان الرهان من يلقي بنفسه أمام القطار الحياة حبا للآخر
راوية عاشقة أعماها الحب وشُجاعة لأنها قبلت الرهان …
راوية تحدّت أعراف عصبة المارقين الذين كانوا يحكمون بالإعدام على كل قلب يجنّح خارج حدود لون البشرة أويفكّـر في اختراق جدار الأعراف والتقاليد والبياض مقدس في عالم سواد العقل والفكر
ومَن تتجرّأ وتحدّثها نفسها
بتدنيس المقدّس فقد جنت على نفسها وتعدّ نحلة غادرت المعسلة…وعقاب التمردهو إعدام حتى الموت تحقيرا وانتقاصا إنها الخيانة العظمى في حق جينات البياض في حق العرق الأبيض القوقازي… راوية أمام تضييق الخناق على حبها وتلفيق تهمة لبرنزي البشرة أجبرته على الرحيل والضرب في سجن الحياة المفتوح ،سكبت البنزين على جسدها الأبيض الغض ،وما كانت النيران بردا وسلاما وهي كانت عاشقة وما كانت نبية…ورانية احترقت نفسيا ومعنويا قبل الاحتراق ماديا…
راوية الشقراء حرمت من حبيبها لأنّـه برنزي البشرة قومها يؤمنون بأن أكرمكم عند الله أتقاكم لكن الإيمان شيء واختلاف لون البشرة شيء آخر…
وهو الرجل المتمرد على كل هذا
هو الذي كفر بكل قوانين منع الحب
ولوائح التنديد واللوم ،في قريته النائمة تحت سفح الجبل الساكنة ظاهريا وباطنها يغلي كـمرجل أوكبركان ينذر بثورة في كل حين إنه مارد التغيير الذي طالها وأيقظها من عماها…
غادر القرية بسبب المسِّ من قدسية الحب غادر صارخا (كيف تكون الدنيا بلا حب؟) ويخاف الحب…
ويوم أحبها اقترب ودنا واطمئن
أحبته بدورها وجرت الأيام على وتيرة الحب والسكينة
حياة هادئة متجددة والحب بينهما كل يوم في خلق جديد
وغفلة العقل قاتلة
وعمى القلب يردي بالضربة القاضية
والركون إلى الثقة بالآخر خنجر ذو حدين وكم من علاقة قضت بهذا السلاح وبإطلاق نيران صديقة بكل برود ولامبالاة…والحب إما ثقة وأمان وطمأنينة أو لا يكون…
أفاقت يوما على رنة وصول رسالة قصيرة جذبت هاتفها بخمول والكرى
مازال يدغدغ الجفون…وقرأت
(مللت الحب معك)وجدت من ستحرق نفسها من أجلي
تماما كما فعلت راوية
وأنا أعشق أن تحترق النساء من أجلي..
لم تكن غبية للدرجة التي قد يكون توقّعها هو ،فقد أدركت للوهلة الأولى أنه هو برنزي البشرة
أنه هو حبيب راوية
وأن شبح راوية يطارده كلما تبادر إلى ذهنه أن الماضي لا يعود وكلما ظن أنه وجد الحب…كما أدرك هو أنها ليست
من طينة اللّاتي يحرقن أنفسهن من أجله حتى وإن أحبته ، إنها فينيق من الرماد تولد وتبعث ….
Discussion about this post