( مريم ) امرأة مسنة كانت لها صلة قرابة مع الحاج( شكري) وكان يجمعهم أحد أقربائهم و كان هذا الرجل كبيرا بالسن و كانت له مدخرات ذهبية كبيرة بعد وفاته( حجي توفيق) آلت ثروته لأقربائه الشرعيين حسب الشرع في وقتها بعد الثلاثنيات و لكن لجشع الحاج( شكري) قام بالأستحواذ على غالبية هذه الثروة و تم حرمان قريبته ( مريم ) من أية حصة لها. ؟؟بعد عدة أيام قصدت( مريم ) لقريبها( عبدي مراري) حيث كانوا أقرباء بطريقة ما و شرحت له كيف تم حرمانها من كل هذه الثروة الكبيرة بدون وجه حق قال لها بنت العم كيف سيكون نصيبي منها ان استردت حصتك ؟
فقالت له خذ كل ما تريده فقط ارغب أن انتقم من هذا الجشع. !!
غادر( عبدي مراري) عمته( مريم) وذهب في فترة قبل المغرب لجولة تفقدية حول دار الحاج( شكري) حيث اختار له أفضل مكان لكي يدخل لداره ليلاً!!!
فعلاً انتظر ان ينتصف الليل وتوجه نحو دار الحاج( شكري) لتلك المنطقة التي اختارها فعلاً كان سهلاً عليه بتجاوز هذا السياج وأصبح في باحة الدار حيث كان
( عبدي مراري) يمتلك عددا ً كبيراً من مفاتيح الأبواب المختلفة وفعلاً بعد محاولات عديدة على مهل تم فتح مدخل الدار وتم التسلل لغرف الدار بصورة احترافية القصد منها غرفة الحاج( شكري) بالذات و بعد ان دخل غرفة الحاج ( شكري) كان غارقاً بنومه على سرير خشبي عالي و كان تحت هذا السرير (صندوقين )لخزن الذهب و الآخر لبقية النقود حيث كان ( عبدي مراري) قصيرا بالقامة و لكن كان يمتلك شجاعة قوية قفز على السرير و ضغط على عنق الحاج ( شكري) وتحدث اليه بصوت منخفض في أذنه و قال له اني جئت لكي استرجع حصة قريبتي من تركة الحاج ( توفيق) لمريم ؟!!
قسماً ان علم كائن من يكون سوف تكون نهايتك و سوف اقتلك بالحال و بعد تفحص الصندوقين تبين أي من الصندوقين يحتوي على الذهب من رنة الذهب ترك الصندوق الآخر و حمل الصندوق الذي يحتوي على الذهب على كتفه بعد ان هدده بالقتل ان رفع صوته او تحرك من مكانه لغاية الصبح حمل الصندوق و عاد كما دخل. و في
اليوم التالي ذهب لدار قريبته ( مريم ) ونقدها مبلغاً من المال فشكرته فرحت بما قام به من أجلها و بعد عدة ايام حمل قسما من كمية (الذهب )و سافر إلى مدينة ( الموصل) ومنها إلى مدينة( بغداد) حيث كانت تكثر فيها محلات بيع الخمور و الملاهي الليلة و بنات (الليل )حيث بقي في بغداد قرابة شهرين و صرف من ريع بيع الذهب وقبل ان تنفذ ما لديه من نقود عاد مرة أخرى لمدينة ( زا خو). وبعد سنين كثيرة مرت؟!!
فقد ( عبدي مراري) بصره و اصبح مسنا كان يبيع كمية من التتن في سوق ( زاخو) القديم شاهده الحاج( شكري) قصده ليتحدث اليه في أذنه و قال له ماذا (استفادت) من تلك السرقة ترى وضعك الآن. ؟؟فقال له لقد صرفت كامل تلك الكمية من اجل متعتي لعدة اشهر ؟؟؟ شرب و نساء ؟
هنا تركه الحاج (شكري) بعد تذكر تلك الليلة المرعبة و فقده كل هذه الكمية من الذهب !!! غالبية اهالي مدينة زاخو كانوا على بينة من سلوكه و جشعه و من عدم امانته تجاه الاخرين وقيامة بالاحتيال على من كان يأتمنه على مدخراته او قصده لغرض استلام مبلغ من المال بعد رهن مزرعته او مسكنه كان دوما ينكر باستلامه امواله المسترجعة وكان غرضه من هذا التعامل لكي يستولي على ما رهن اليه؟؟؟
ملاحظة وتنويه:
السيد( عبدي مراري) شخصية حقيقية كان يعيش في مدينة ( زا خو).
كان له باع شديد بعالم السرقات كان رجلاً شجاعًا لا يهاب الموت. كانت له قصص و مواقف كثيرة جدا
تمنيت لو كان بالأمكان كتابة أرشيفه في هذا المجال.
لكون أغلبها مسلي و مضحك لقد كانت تعم المدينة الجهل و الفقر و قلة فرص العمل تشجع مثل هذه الأمور.
بيئة فقيرة (رحمة الله عليه) لقد كتبت عنه الشيء اليسير لعل من بقي حياً سوف يتذكر هذه التفاصيل.
وغيرها هذا التنويه لكون ستكون هناك قصص عديدة مع تقديري و شكري لمن يتابع ما أنشره.
Discussion about this post