كتب … خطاب معوض خطاب
الفنانة زوزو حمدي الحكيم
أحبها شاعر الأطلال وتزوجت من دون جوان الصحافة
الفنانة الكبيرة زوزو حمدي الحكيم التي كتبت عنها في كتاب “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” الجزء الثالث تعد فنانة من فنانات الزمن الجميل وواحدة من رائدات فن التمثيل في مصر، حيث كانت أول فتاة مصرية تلتحق بالمعهد العالي للتمثيل، وربما لا يتذكر لها الكثيرون منا سوى تجسيدها لشخصية سكينة في الفيلم الشهير “ريا وسكينة” الذي شاركتها بطولته الفنانة الكبيرة نجمة إبراهيم وجسدت فيه شخصية شقيقتها ريا، واسمها الحقيقي زينب حامد، وكان والدها أحد ثوار ثورة سنة 1919 المعروفين بصعيد مصر وتم اعتقاله وقت الثورة، ومات وهو في ريعان الشباب، وبعد وفاته أخذت أرملته أولادها وسافرت إلى القاهرة، حيث حصلت زينب على شهادة معهد كفاءة المعلمات، وبعدما توفيت عمتها تقدم زوج عمتها الراحلة للزواج منها، وبالفعل تزوجته ولكنها لم تتحمل الحياة معه وانفصلت عنه بالطلاق بعد شهرين فقط من الزواج.
والتحقت بالمعهد العالي للتمثيل وغيرت اسمها إلى زوزو حمدي الحكيم، حيث كانت أول طالبة مصرية تقدم أوراقها للدراسة بالمعهد، وبعدها قدمت كل من رفيعة الشال وروحية خالد أوراقهما للدراسة بنفس المعهد، وعملت زوزو حمدي الحكيم مع فرقة فاطمة رشدي المسرحية، ثم مع فرقة نجيب الريحاني المسرحية، والتي تركتها لتنضم إلى الفرقة القومية.
وقد تعرفت زوزو حمدي الحكيم على محمد التابعي دون جوان الصحافة المصرية، وصاحب قصص الغرام الشهيرة التي كانت حديث مصر كلعا في ذلك الوقت، وطلب التابعي الزواج منها، وبالفعل تم الزواج بينهما، ولكن كانت هذه التجربة قاسية عليها، وانتهت بالفشل كسابقتها بعدما حدث الانفصال بينهما بالطلاق أيضا.
وبعد ذلك تعرفت الفنانة زوزو حمدي الحكيم على زوجها الأخير حسين عسكر، والذي قالت عنه: “عشت معه أسعد وأجمل أيام عمري، وهو صاحب القلب الوحيد الذي أخلصت له وأخلص لي، وكدت أعتزل التمثيل لأتفرغ له و لابنتي سامية، ولكنه مات قبل أن أتخذ القرار”، وكانت الفنانة زوزو حمدي الحكيم ممثلة مثقفة ومن رواد الصالونات الثقافية، وقيل إنها كانت تعقد صالونا ثقافيا، وكانت تكتب القصة القصيرة وتحفظ الشعر وتجيد إلقاءه، وكان الشاعر إبراهيم ناجي طبيبا ويحب المسرح ويحضر عروضه، وحدث أن تولى مهمة الكشف على أفراد الفرقة التي كانت تعمل بها الفنانة زوزو حمدي الحكيم، ومن هنا جاء التعارف بينهما، وخصوصا حينما مرضت والدتها وذهبت لإجراء الكشف عنده، وتعددت زيارات الفنانة ووالدتها لعيادة الطبيب الشاعر والذي كان يكتب أشعارا لزوزو على الروشتة التي يكتب فيها الدواء لوالدتها المريضة.
والطبيب إبراهيم ناجي شاعر معروف وكبير وكانت له معجبات كتيرات، وعاش العديد من قصص الحب التي كان يستلهم منها أشعاره، فقد أحب الفنانة زينب صدقي وكتب فيها قصيدة “وداع المريض”، وأحب الفنانة سامية جمال وكتب فيها قصيدة “بالله مالي ومالك”، وأحب الفنانة زوزو ماضي وكتب فيها قصيدة “صخرة المكس”، وأحب الشاعرة أماني فريد وكتب فيها قصيدة “أمل”، وأحب العازفة الموسيقية أنعام وكتب فيها قصيدة “صولة الحسن”، ووقع في هوى الفنانة زوزو حمدي الحكيم وهام بها.
وحدث أن التقى الطبيب الشاعر إبراهيم ناجي الفنانة زوزو حمدي الحكيم يوما في أحد محلات بيع الورود، وكان هو بصحبة زوجته، ببنما كانت هي بصحبة ابنتها، ويومها تلاقت العيون ولم تنطق الشفاه، وما إن وصلت هي إلى بيتها، إلا وسمعت رنين الهاتف، وحينما رفعت سماعة الهاتف سمعت صوت الشاعر الطبيب الهائم بها وهو ينشدها:
“يا حبيبى كل شئ بقضاء
ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم
بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الله شاء”
وهكذا فقد تعددت محبوبات الطبيب إبراهيم ناجي شاعر الأطلال وملهماته، وبينما ذكرت الفنانة زوزو حمدي الحكيم أنها كانت ملهمته، ذكرت أيضا الفنانة زوزو ماضي أنها كانت ملهمته، في الوقت الذي قالت فيه الدكتورة سامية محرز أستاذ الأدب العربي وحفيدة شاعر الإطلال إن كل ما كتب عن ملهمة جدها غير صحيح، وذكرت أن جارة جدها إبراهيم ناجي “ع.م” كانت هي ملهمته، وأنها قد تزوجت وسافرت إلى الخارج، وأن ملهمته قد أطلقت على ابنتها الكبرى اسم أميرة وهو اسم والدتها أي أن جدها وملهمته قد أختار كل منهما نفس الاسم للابنة الأولى.
Discussion about this post