غزّةُ الموتُ فيهَا جثَا بَل طغَى
غَيرَ أنّي هنا صَامدٌ لَا خيار
أكتوي هَادئًا هَاهُنَا– أَكتَوي
سَاجدًا في ذُهُول أُنَاجي النّهار
قَد خَبَا ضَوؤُهَا وَهَمَت عَبرَتي
ذَاكَ طفلٌ جَريحٌ بلَا وَالد
قَد حَبَى بَاكيًا شَاردًا حَائرًا
ما الَّذي حَدَثَ اليَومَ صَار
أَينَ أمّي وَ أَينَ أبي– أينَ هُم
إخوَتي لُعبَتي قطّتي وَالكَنَار
كُلُّهُم رَحَلُوا –رحَلُوا –هُوَ طَار
ذَاكَ شَيخٌ عَليلٌ بلَا عَائل
في طَوَاف مَعَ الرّيح وَالنَّار
كَانَ جَاري هُنَا بُعدَ مترَين كَان
أَتَذَكَّر نَاديتُ :هَاااي يَا نزَار
كَانَ يَسقي سَخيًّا شُجَيرَاتَهُ
حينَ غَدر وَفي غَفلَة صَاحَ خَار
قَاصفَاتُ الوَغَى دَمَّرَت أَحرَقَت
بالشَّظَى وَاللَّظَى يَا غيَاثَ الدّيَار
نَارُهُم حمَمٌ من دَيَاجي الشَقَاء
كُلُّ شَيء غَدَا ظُلمَةً وَقفَار
النُّجُومُ اختَفَت في عنَان السَّمَاء
لَا مُجيرَ فَيَا رُخسَهُم أَيُّ عَار
وَالرَّضيعُ ارتَوَى وَيحَهُم بالدّمَاء
طفلَتي أَسلَمَت رُوحَهَا من أُوَار
شَهوَةُ القَتل قَد زَيَّفَت أَنكَرَت
أنَّ هَذي بلادي فَلا انكسار
أنكَرَت شَمسَنَا أَنكَرَت قَمحَنَا
استَبَاحَت حُقُولًا فَصَارَت بُوَار
استَبَاحَت ميَاهًا لَنَا وَالرّمَال
استَبَاحَت شُجَيرَاتَنَا وَالثّمَار
غَيرَ أَنّي سَأَبقَى أَنَا أصلٌ لاَ
لَستُ غَاز وَلَا عَابرًا لَا غُبَار
بَينَ رَدم وَشَوك سَأَحيَا هُنَا
فَهُنَا أَثَرُ الجَدّ رَغمَ الدَّمَار
في حُطَام الدّيَار سَأَبقَى هُنَا
لَا أُغَادرُ وَبَاق هُنا كَالجدَار
قَد رَوَتهَا الأَسَاطيرُ وَقَالَت بَلَى
تَائهٌ أنتَ لَا أَرضَ لاَ عَمَار
قَالَهَا الحَبرُ منكُم نَعَم غَاضبًا
قَالَهَا تيهُكُم قُدسُكُم لَا خيَار
بقلم – سيدة عشتار بن علي
Discussion about this post