قصة قصيرة
بقلم الكاتب
انيس ميرو – زاخو
( عبدي مراري) كان لصاً شرساً ويحسب له الف حساب في مدينة ( زاخو) في فترة الثلاثينات من الماضي البعيد. ؟
اي انه كان أسطورة لو كان تم توثيق كامل سرقاته لكانت تصبح سلسلة طويلة كتشبيه لقصص ارسين لوبين و غيرها. ؟
كانت عائلة يهودية تعطف عليه و تقدم له الأكل وحتى في. بعض المرات كانوا يقدمون له ( التبغ) و بعض المبالغ الصغيرة كعربون محبة كانوا يطمأنون اليه. ؟!!
وكان غالباً ما يزورهم حينما كان يشعر بالجوع لكي يقدموا له الطعام و التبغ.
دخلت السيدة ( شموني) الحمام لغرض ان تستحم لكونها منذ عددة ايام لم تقوم بالأستحمام. ؟
سمعت( شموني) طرقا على باب الدار
( كانت دور اليهود متلاصقة و صغيرة الحجم و الأزقة كانت ضيقة يا دوب كان الحمار او العربات التي يقودها الحمار ان تمر في هذه الازقة لنقل المواد الثقيلة لهذه الدور. ) !!
نادت السيدة ( شموني) من الطارق قال لها انا( عبدي مراري) جوعان فأجابته ادخل الدار لقد طبخت قدر دولمة قبل قليل حيث كنت انتظر عمك ( شمعون)؟!!!
لكي نتناولها معاً. و لكنك جوعان الان. اذهب و خذ كفايتك منها. ؟!
فقال لها شكراً. وتوجه نحو ؟؟؟المطبخ وكشف عن قدر الدولمة وصب له كفايته واكل منها لغاية الاشباع وفي طريق خروجه من المطبخ لفت انتباهه بريق صيغة ذهبية من حجم كبير قلادة نسائية تحتوي على زنجيل سميك و مجموعة من قطع ذهبية تسمى (ليرات )كانت السيدة ( شموني) قد نزعتها قبل ان تدخل للحمام لغرض الاستحمام. !فما كان من ( عبدي مراري) الأ ان توجه نحوها و دسها في جيب سرواله و أسرع لمكان أعده لخزن ما يسرقه بسرعة لحين التصرف بها و بعد ان أكملت السيدة ( شموني) من الاستحمام و توجهت لمكان وضع صيغتها لم تراها تذكرت ( عبدي مراري) وفي هذه الأثناء دخل زوجها للدار( شمعون) ودار بينهما حديث فقد الصيغة فخرج زوجها من الدار و توجه لمركز الشرطةً للأبلاغ عن سرقة ذهب زوجته و اتهام( عبدي مراري)؟
بها. لقد فكر عبدي بعد ان تمعن بكمية هذه الصيغة وكم تساوي و قيمتها فكر بالسفر لمدينة بغداد على الفور ليبيع هذه الصيغة هناك و صرف هذا المبلغ الكبير على ملذاته هناك لتعاطي الخمور
ومعاشرة النساء. في الملاهي. !!
توجه( عبدي مراري) نحو كراج النقليات
لكي يسافر إلى الموصل ثم منها إلى بغداد. ؟؟
بعد ان استقل السيارة المعدة للسفر لمدينة ( الموصل) في طريق گلي زاخو حيث كان الطريق الوحيد في وقتها لاحظ عن بعد وجود زخم سيارات بالسيطرة الوحيدة يومها في نهاية الگلي. ؟
فطلب ( عبدي مراري) الإذن من السائق لكونه يعاني من إسهال شديد. لقد توقفت السيارة و توجه ( عبدي مراري)
نحو احدى الأخاديد و حفر حفرة بعد ان استعان بقطعة خشبية كانت مرمية هناك وضع كامل. ماسرقه فيها و دفنها و طمر عليها التراب بعد عن اخذ فكرة عن مكان دفن الصيغة و بادر بالتغوط على نفس المكان وعاد للسيارة و أكملت مسيرها عند وصولها لمكان السيطرة تم التحفظ على ( عبدي مراري) وتوجه عدد من افراد الشرطة باتجاه ( عبدي مراري) تم تفتيشه بصورة دقيقة و لم يشاهدوا لديه اية صيغة ما معه فتم إطلاق سراحه وبعد تجاوز مسافة ما من السيطرة ترجل ( عبدي مراري) من السيارة بحجة ان أمعائه تألمه بعد ان دفع للسائق اجرة سفره. ؟ و اختارطريقاً جانبيًا راجلًا للعودة لمدينة( زاخو) على مهل فبعد
شهر من ذلك كرر نفس القصة مع سائق سيارة اخرى بعد وصوله للمكان المطلوب طلب من صاحب المركبة بالوقوف لشعوره بالم كبير في امعائه ؟؟قرب ذلك المكان المقصود في المرة السابقة ؟!. و توجه نحو حفرة وضع الصيغ الذهبية فيها فأخرجها ووضعها في جيب سرواله عاد للسيارة و اكمل و صوله لمدينة ( الموصل ) ومن هناك توجه لمدينة ( بغداد) بعد وصوله باع هذه الصيغ في سوق الصاغة بقي في مدينة ( بغداد) قرابة شهر يصرف من هذا المبلغ على ملذاته من شرب الخمر و النساء بعد ان قاربت نقوده من النفاذ. ؟؟احتفظ بمبلغ لتأمين عودته لمدينة( زاخو) ؟؟؟
ليعود و يبدأ مشواره مع مهنته ( السرقات) من جديد.
لكونه كان يعتمد على مهنته (السرقة) لتأمين مصاريفه اليومية؟!!!
ملاحظة و تنويه:
السيد( عبدي مراري) شخصيةحقيقية.
كان في فترة الثلاثينات موجود في مدينة ( زاخو) كان له باع شديد بعالم السرقات.
كان رجلاً شجاعاً لا يهاب الموت كانت له قصص و مواقف كثيرة جداً تمنيت لو كان بالإمكان كتابة أرشيفه. في هذا المجال لكون اغلبها. مسلي و مضحك
لقد كانت تعم المدينة الجهل و الفقر و قلة فرص العمل تشجع مثل هذه الأمور
بيئة فقيرة رحمة اللة عليه. ؟!!
لقد كتبت عنه الشيء اليسير لعل من بقي حياً سوف يتذكر هذه التفاصيل
وغيرها. هذا التنويه لكون ستكون هناك قصص عديدة مع تقديري و شكري لمن يتابع ما انشره.
Discussion about this post