اسْمِي يُوسُفْ مُسَلَّم،
جُثَّتي فَسّختها الكَرَاهِيةُ،
علىَ ظَهرِيِ سَبْعةٌ وثَلاثُونَ طَعنَةً،
حسْبَمَا تَقُولُ شَهَادةُ المِيلَادْ،
أُمِّي فَلَّاحةٌ
وأَبِي إِسكَافيٌّ بالكَادِ يَفُكُ الخَطَّ،
مُنْذُ مَاتَ وقَدَماي تُلِهبَانَني،
حِينَ أَضَعَهُمَا فيِ حِذاءٍ ليْسَ منْ صُنعِ يَديّهِ.
كُنتُ ذَلِكَ الطِّفْلُ الَّذي أَطْعَمُوه
قِطْعةً مِنْ قَلبِ ذِئْبٍ كيْ يهَابَهُ الخَوْفُ،
لكِنَّهُم نَسَوا أنْ يَنْزَعُوا
بَريقَ السَّذَاجةِ الورَاثيّةِ منْ عيْنيَّ
فَأَصبَحتُ ذِئْبًا يَأكُلُ الأَزهَارَ نَيئَةً
كانَ يُمْكِنُ أنْ أُصْبحّ عَرصًا كَبِيرًا
أوْ علىَ الأَقَلِ قَاتِلاً مَأْجُورًا
لكِنَّ الله عَاقَبَني بأنْ أَكُونَ عَاشِقًا حدَّ الكَرَاهِيةْ.
كُنتُ أَكْرَهُ مَقَاعِدَ الدِّارَسةِ الَّتي ثَقَبتْ سَرَاوِيلِي.
كُنتُ أَكْرَهُ المَسْجدَ ورُوَّادَه المُعَمَّمِينْ
ونَاظِرَ المَدْرَسةِ،
مرةً وصَفْتُهُ بخَيْزُرَانةٍ طَويِلةٍ
نَتَأَ مِنهَا رَجُلٌ قَصِيرٌ أَكْرشْ
يَخَافُ الضَّحِكْ.
كَذَلِكَ كُنتُ أَكْرَهُ أَيامَ الآحادِ
لأَنَّها تُفْسِدُ قُبلةً صَغيِرةً
كُنتُ أَضُعهَا عَلى شَفةِ رُوزْ
التي كَانتْ تَتَعمَّدْ أنْ تُخرِجَ صَليبَها الذَّهَبيَّ
منْ كُولةِ مَريَلتِها الزَّرقَاءْ.
حِينَ غَادَرْنَا المَدْرَسةَ المُشْتَركةَ،
تَركَتْنِي أُقَبِّلُ صَليِبَها للمرةِ الأُولىَ،
بَعْدَهَا أَصبَحَ الأُسْبُوعُ كُلُّه أيام آحاد.
بقلم يوسف مسلم… مصر
Discussion about this post