وحوي ياوحوي وحوار خاص مع الباحث الموسيقي عثمان الحناوي
بقلم : سلمى صوفاناتي
في شوارع مصر المحروسة .. تتلالأ الفوانيس بقدومه .. وكأنها نجوم تلمع في فضاء الأمنيات .. تبدوا الشوارع كأنها لوحة احترافية نقشت بريشة فنان .. تتحول تحولا كبيرا .. لتتحلى الأبنية والأزقة والشوارع .. بزينة رمضان .. شهر الخير والرحمة .. تهب نفحات من البهجة وتجديد الأمل .. لقدوم شهر الرحمة والمغفرة .. تكتظ الشوارع بالناس الذين خرجوا لشراء لوازم رمضان مما لذ وطاب من أنواع الأطعمة .. ربما نجد في زاوية ما بعض الشباب الذين تجمعوا لوضع خطة محكمة لدوري كرة القدم الخاص بكل شارع .. فيما تنشغل السيدات بإعداد جداول تحتص بشؤون العزائم والولائم .. والوجبات التي سيقمن بإعدادها في رمضان .. أما الأطفال : فقد وجدوا في اللعب بالفوانيس وترديد الأغاني الرمضانية غايتهم في اللهو والمرح .. فيما يتجدد العهد لرمضان ليرسم على وجوه الأجداد والجدات الإبتسامة .. وتبدأ استعادة الذكريات الطيبة على ألسنتهم .. يروون لأحفادهم كيف كان رمضان فيما مضى من الأعوام .. وتدنوا الأيام بتثاقل وبطء .. منذ بداية شهر رمضان .. لتجسد صبر المصريين وشوقهم لشهر الرحمة والمغفرة .. والكل متأهب لرؤية هلال رمضان .. روحت يا شعبان إياحه .. وحوينا الدار .. جيت يارمضان .. وحوي ياوحوي إياحة ..
ترى ماقصة وحوي التي اشتهرت في دولة مصر العربية .. هذا ماسيسرده لنا الباحث الموسيقي الكبير عثمان الحناوي عبر صحيفة الرواد نيوز الدولية .. حول هذا الموضوع صرح قائلا :
وحوي ياوحوي .. أغنية تراثية قديمة من مقام هزام .. من تأليف الشاعر الكبير حسين حلمي المانسترلي الذي ألف العديد من الأغاني لكبار العمالقة أمثال :
أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وليلى مراد ومحمد عبد المطلب وعبد الغني السيد .. ومن ألحان أحمد الشريف .. وغناها لأول مرة أحمد عبد القادر .. ثم تداولها عدد من المطربين .. وقد استوحى هذه الأغنية من الكلمات الفرعونية .. وبقيت هذه الأغنية من معالم شهر الصيام التي يتغنى بها الشعب المصري وهي أغنية لا تقل بأهميتها عن أغنية رمضان جانا وفرحنالو ..
أحب أن أنوه هنا بأن الأغنية الشعبية تتصف بأن لها بعدين .. بعدا تاريخيا وبعدا جغرافيا .. قد يكون محصور في منطقة معينة ثم ينتشر في أصقاع القطر ..
وحوي ياوحوي كلمة فرعونية ترجع إلى ستة آلاف سنة ترددت على مدى التاريخ المصري إلى يومنا هذا بنفس نطق كلمات اللغة المصرية القديمة والتي قسمت إلى الهيروغليقية . الهيراطيقية .. الديموطيقية .. القبطية .. والنص الأصلي للأغنية هو :
قاح وي ، واح وي ، احع .. وترجمتها باللغة العربية أشرقت أشرقت ياقمر وتكرار الكلمة في اللغة المصرية القديمة يعني التعجب .. هي نوع من الإحتفاء بالقمر والليالي القمرية .. وكان القمر عند الفراعنة يطلق عليه اسم ( إحع ) وبعد دخول الفاطميين إلى مصر وانتشار ظاهرة الفوانيس أصبحت الأغنية مرتبطة بشهر رمضان حسب الأستاذ د أحمد أمين .. وهناك قول آخر بأن كلمة وحوي كلمة فرعونية بمعنى ذهب أو رحل .. تقال عن وداع شعبان واستقبال رمضان .. فيما فسرها عمار الشريعي بردها إلى أصولها في اللغة العربية وهي ( أحوى وامتلك ) وفي الأغنية امتلكها بمعنى بنت السلطان .. ولأن شعب مصر يحترم كل الديانات فقد قام بتغليف التراث لبيان فضل شهر الصيام .. كانوا يقولون : رحت ياشعبان ، جيت يارمضان .. ويقال بأن الملكة إياحا في الأسرة السابعة عشر كانت تلقب بالسيدة العظيمة كان لها دور كبير بطرد اللصوص .. لقبت أيضا بأم المصريين .. توفي زوجها سقنن دع تاعا .. كان لها ولد صغير يدعى أحمس الأصغر .. قتل في المعركة …
وفي طريق عودتها استقبلها الشعب المصري بنفس الأغنية وقام بنظمها بهذه الطريقة وتطويرها الشاعر الكبير حسين حلمي المانسترلي …
Discussion about this post