ليسَ لِلصَّومِ في (السَّعيدِ) ابتِداءُ
ليس لِلجوعِ والجياعِ انتِهاءُ
والغَدُ المُرتَجَى بِبَعضِ الأماني
ضَيَّعَتهُ الأَوهامُ والأَهواءُ
لا غَدٌ يُرتَجَى ، ولا الأمسُ يُطوَى
كُلُّ أيَّامِنا سَواءٌ سَواءُ
نحن شَعبٌ بِنَفسِهِ ضاقَ ، حتى
ضاقتِ الأرضُ تحته ، والسّماءُ
أَخرَجَتنا بلادُنا أو خَرَجنا
نحنُ منها ، فكُلُّنا غُرَباءُ
كُلُّنا مِن عذابِهِ مُستَجيرٌ
كُلُّنا من حياتِهِ مُستاءُ
عَدنُ البؤسِ تَشتكي ما تُعاني
وتُعاني لِبُؤسِها صنعاءُ
فقراءٌ في كُلِّ بيتٍ ولكنْ
بِنُفوسٍ أصحابُها أثرياءُ
خَلفَ كُلِّ ابتِسامَةٍ ألفُ جُرحٍ
وابتِسامُ المُكابِرِ استِهزاءُ
ووَراءَ الشُّحوبِ تَرسُو هُمومٌ
وأمامَ العُيونِ يَغفو الشقاءُ
رَبَّنا .. إنْ أَردتَ أَخذًا فَخُذنا
قد تَساوَى رَحِيلُنا والبَقاءُ
رُبَّ مَيْتٍ بقَبرِهِ في سُرورٍ
ومُقِيمٍ سُرورُهُ ضَرَّاءُ
جاءَ شهرُ الصيامِ والناسُ جَوعَى
والمآسي أقواتُهُم ، والغَلاءُ
يا إلهي أحلامُنا في ذبولٍ
فأغِثها .. فأنتَ لِلماءِ ماءُ
وإذا لَم يَكُن لِسُخْطٍ عَلَينا
يَفعلُ اللهُ رَبُّنا ما يَشاءُ
محمد الفضل
Discussion about this post