أنا قصيدةٌ ثائرةٌ، ولدتُ من عصارةِ أفكارٍ حرّةٍ اختمرت فيها صورُ البطولاتِ استشهادًا وإباءً، فعرّشتْ نحو السماءِ تعانقُ الآفاقَ.
أنا قصيدةٌ مستبسلةٌ، أطلقتْ عَنانَ التّمرّدِ بعدما تشبّعتْ صُراخا، واكتوتْ تنكيلًا. قصيدةٌ اتّخذتْ من ديدنِها تحدّيًا ، ومن حكاياتِها الأمجادَ.
أنا قصيدةٌ هجائيّةٌ ساخرةٌ لم تستثنِ أبجديّتها لذعًا كلّ من اتّخَذ مكانا قصيّا مبتعدًا طوْعًا عن سماعِ نبضاتِ القلوبِ الواجفةِ المنفطرةِ ونشيجِ الثّكالى المدمي وتكتكةِ فرائصِ الأطفالِ المرتعدةِ، يعتكف في قصورِ اللّامبالاةِ مديرا ظهر اللحظة التاريخيّة الحاسمة لتسجّل أشنعَ خذلان، يا لمكرّه نافضا يديه مرخيًا ستائرَ النّخوةِ!!!
أعادوا زمن الآلهةِ فعبدوا إلهَ المادّةِ الأكبرَ المتفرّعة منه كلّ الابتلاءاتٍ، حتى تجاوزوا أفياء الأرواح إلى قفارِ الشّهواتِ والمظاهرِ البائدةِ تتلقفهم صحاريّ الأجسادِ الزائلةِ بسرابٍ واهمٍ برّاقٍ .
تبّا لمن آثرَ وديانَ الحضيضِ مرتعًا على شموخِ النّخيلِ علوّا وسؤددًا.
سامية خليفة/ لبنان
Discussion about this post