واحد من أعلام مصر وعلمائها الأجلاء
الدكتور علي حلمي أحمد موسى.. مبتكر شفرة رأفت الهجان
كتب … خطاب معوض خطاب
العلامة الأستاذ الدكتور علي حلمي أحمد موسى الذي كتبت عنه في الجزء الثالث من كتابي “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” هو صاحب ومبتكر شفرة رجل المخابرات المصرية رفعت علي سليمان الجمال المعروف باسم رأفت الهجان، ويعد واحدا من رجالات مصر المعدودين في الفيزياء والرياضيات والحاسوب وإحصاء اللغة العربية.
ورغم أنه عاش ومات ولم يسمع به أحد إلا أنه قبل رحيله ترك أفضل وأشمل الدراسات الإحصائية في اللغة العربية وألفاظها، فهو صاحب كتاب “دراسة إحصائية لجذور اللغة العربية (الجذور الثلاثية) باستخدام الكمبيوتر”، وكتاب “دراسة إحصائية لجذور اللغة العربية (الجذور غير الثلاثية) باستخدام الكمبيوتر”، وكتاب “ألفاظ القرآن الكريم _دراسة علمية تكنولوجية_”، وكتاب “المعجم المفهرس الحاسوبي لجميع ألفاظ القرآن الكريم”، وغيرها من الكتب التي استخدم فيها التكنولوجيا الحديثة لخدمة اللغة العربية.
وقد ولد علي يحيى بن أحمد بن موسى في حي محرم بك بالإسكندرية في سنة 1933 ونشأ بمدينة طنطا وتلقى تعليمه الأولي بها، والتحق بكلية العلوم جامعة عين شمس وحصل على بكالوريوس العلوم شعبة الرياضيات بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في سنة 1953، وعمل مدرسا في قسم الرياضيات التطبيقية بكلية العلوم جامعة عين شمس، ثم عمل أستاذا مساعدا للفيزياء النظرية بقسم الفيزياء، ثم أصبح رئيسا لقسم الفيزياء بالكلية، وقد أسس وحدة بحوث الفيزياء الذرية النظرية بكلية العلوم بجامعة عين شمس.
والجدير بالذكر أن العلامة الأستاذ الدكتور علي حلمي في سنة 1963 قد انتدب للعمل مستشارا للشفرة في مجلس الدفاع الوطني، حيث تعاون مع جهاز المخابرات المصرية وقام وقتها بإعداد شفرة خاصة لرجل المخابرات المصرية رفعت علي سليمان الجمال الشهير باسم رأفت الهجان، وهي الشفرة التي ساعدت المخابرات كثيرا في نجاح مهمة الهجان داخل الأرض العربية المحتلة، كما أن شهرة الدكتور علي حلمي قد تعدت حدود مصر حيث ذاع صيته خارجها، فتم انتخابه زميلا في المجمع الفيزيائي البريطاني في سنة 1974، كما تولى رئاسة الاتحاد العالمي لحوسبة اللغة العربية ومقره جامعة نايميجن بهولندا، واختير مستشارا لهيئة اليونسكو للتطوير التكنولوجي للتعليم الجامعي في الدول العربية في سنة 1992، وعين مستشارا لرئيس مجلس الشعب المصري لشئون تكنولوجيا المعلومات في سنة 1999، وانتخب عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 2003، وعضوا في المجمع العلمي بالقاهرة في سنة 2004.
والدكتور علي حلمي أحمد موسى نشر له العديد من البحوث والمقالات في عدد كبير من الدوريات والمجلات العربية والعالمية، وصدرت له العديد من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وبجانب قيامه بالتدريس في جامعة عين شمس، قام أيضا بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأيضا بجامعة الكويت وجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وتم تكريمه على جهوده وإنجازاته المتعددة في مختلف المجالات، فمنح جائزة الدولة التشجيعية في الفيزياء، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة الإبداع العلمي في العلوم التكنولوحية المتقدمة، وجائزة الملك فيصل تقديرا لأعماله في توظيف الحاسوب لخدمة اللغة العربية، وبعد حياة عامرة وحافلة بالجهد والعطاء والإنجازات المتعددة في مجالات الفيزياء والرياضيات والحاسوب وإحصاء اللغة العربية توفي في يوم 10 أكتوبر سنة 2015.
Discussion about this post